نوه وزير خارجية اليونان نائب رئيس الوزراء ايفنغيلوس فينيزيلوس بالعلاقات اليونانية السعودية. وقال في حوارلـ«عكاظ»: إن الرياض تشكل محورا استراتيجيا مهما على الصعيد الأقليمي والأوروبي والدولي. وأضاف أن اليونان تتحرك دبلوماسيا بشكل واسع، مشيرا إلى زيارات بين أثينا والرياض، بهدف توسيع مجالات التعاون، باعتبار أن اليونان لديها الفرصة للمشاركة في الطفرة الاقتصادية والاستثمارية التي تشهدها السعودية، وأكد أن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة، وأنه لابديل عن الحل السياسيي للأزمة السورية. • في مقال لكم عن الرئاسة اليونانية للأوروبي تحدثتم عن العلاقات مع العالم العربي ودول محيط البحر المتوسط، ما هي أولويات هذا الملف؟ لا شك أن الأزمة المالية التي عاصرناها على مدى 7 سنوات جعلت الدبلوماسية اليونانية تركز على هذا الملف، إلا أننا اليوم في طريقنا للخروج من الأزمة، والقيام بدورنا باتجاه الاتحاد الأوروبي وما تتطلب منا هذه المسؤولية انطلاقا من أننا عضو فاعل داخل الأوروبي، أما فيما يتعلق بالمقال فنحن بتواجدنا الجغرافي مع العالم العربي ودول البحر المتوسط يجعلنا أكثر اهتماما بالعمق الاستراتيجي الذي يربطنا بهذه المنطقة لا سيما بعد الأحداث التي نشهدها منذ عام 2011م، ونحن مهتمون بتكثيف التواصل مع الدول المهمة في المنطقة وبدأنا بزيارات عدة إلى المملكة ومصر ودول أخرى. علاقات تاريخية • كيف تنظرون إلى العلاقات اليونانية السعودية؟ تربطنا بالمملكة علاقات جيدة، وهي مرتبطة بالمصالح المشتركة بين الدولتين، ولاشك أن المملكة دولة ذات كيان سياسي واقتصادي كبير، ويهمنا أن نتواصل في ملفات عدة سياسية واقتصادية، منها الاستثمار السعودي في اليونان ومشاركتنا في الطفرة الاقتصادية في المملكة، ونحن نقدر العلاقات المتينة التي تربطنا مع المملكة بوجه عام وهي علاقات تاريخية قامت وما زالت على مبدأ تثبيت حوار الحضارات بين اليونان وهذه المنطقة المعروفة بآثارها التاريخية. • وكيف تتابعون الدور السعودي في حل قضايا المنطقة؟ من المؤكد أننا مهتمون بقضايا المنطقة التي نطرحها خلال رئاستنا الحالية للأوروبي، وهذه القضايا يمكن مناقشتها بالتعاون مع الجانب العربي خاصة المملكة التي تتمتع بوزن سياسي كبير في المنطقة، ونحن نتابع المبادرات العديدة الصادرة عن الرياض وهي مبادرات تعلقت باليمن وأمنه ووحدة أراضيه، وهو أمر يهمنا في أوروبا لتحقيق الأمن والاستقرار على البعد الاستراتيجي مع الخليج. ونتطلع إلى التوصل إلى اتفاقية سلام شاملة في الشرق الأوسط، ونعتقد أن الدور السعودي غاية في الأهمية خاصة أن مرتكز السلام ينطوي على المبادرة العربية للسلام، وهناك الأزمة السورية ودور المملكة في مجموعة أصدقاء سوريا، ونحن نتابع مسار عملية السلام ويهمنا استئنافها في أقرب فرصة ممكنة. السلام الشامل • ما هو موقف اليونان اليوم من السلام في الشرق الأوسط؟ موقف اليونان ثابت ولن يتغير، نحن ندعم عملية سلام شاملة تنطلق من بناء الثقة بين الطرفين وتسمح للفلسطينيين بإعلان دولتهم المستقلة والقادرة على الحياة بجانب إسرائيل ما يحقق الأمن والاستقرار للجانبين، ونتابع المقترحات الأمريكية الأخيرة التي نقلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية، اليونان لن تتخلى عن مسؤوليتها في هذا الملف، ونرى أن التعاون مع لجنة المبادرة العربية أمر ضروري وينبغي التنسيق معها لا سيما وأن حدوث انفراج في هذا الملف سيكون له عواقب إيجابية على المنطقة وعلى أوروبا. الحل السياسي • فيما يتعلق بالأزمة السورية، ما هي رؤيتكم لحل هذه المأساة ؟ موقفنا ثابت مع الموقف الأوروبي الذي يطالب بحل سياسي للأزمة ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب السوري، وتسهيل وصول المعونات والانتقال إلى مرحلة تستقر فيها الأوضاع، وتبدأ مرحلة تشكيل هيئة حكم انتقالية، ونحث جميع الأطراف على وقف إطلاق النار، كما أننا نتوافق مع المجتمع الدولي بأنه لا بديل عن الحل السياسي، وفي نفس الوقت ندعو لمزيد من التسهيلات لتوصيل المعونات الإنسانية داخل سوريا وفي المناطق التي تدهورت فيها الأوضاع بشكل مقلق للغاية. الأزمة القبرصية • استقبلتم أخيرا وزير الخارجية التركي، هل من تقدم في الأزمة القبرصية؟ من المهم أن يتم حل الأزمة القبرصية، وقد أكدنا ذلك خلال اللقاء، وقلنا أننا ندعم مبادرة الرئيس القبرصي ونعتقد أن حل مشكلة قبرص ينطلق عبر مقررات الأمم المتحدة والخيار الفيدرالي لكل من قبرص اليونانية وقبرص التركية في دولة فدرالية وهذا برأيي يتطلب استفتاء شعبيا للتوصل الى الحل النهائي. • شكلت الأزمة الأوكرانية قلقا للاتحاد الأوروبي، هل هناك إمكانية للتوصل إلى حل يجنب أوروبا التقسيم مرة أخرى؟ لدينا علاقات تاريخية مع منطقة حوض البحر الأسود، وخاصة مدن يالتا وسيفستوبول وإسطنبول وترابزون وماريوبول في شرق أوكرانيا، وقد أكد اجتماع وزراء خارجية الأوروبي الذي عقد أخيرا في أثينا، على الرفض التام لعودة حالة الحرب الباردة إلى أوروبا، وفي نفس الوقت نؤيد المقترحات الأوروبية بدعم الشراكة مع دول أوروبا الشرقية وقرب توقيع اتفاقية شراكة واستقرار بين الاتحاد الأوروبي ومولدوفا وجورجيا، وعلى هذا الأساس نطالب أيضا بالحوار مع روسيا كما نطالب موسكو باتخاذ خطوات بناءة لحل هذه الأزمة، ولا بد من العمل للحد من التوتر والتصعيد في أوروبا.