قدم أحمد عزيز الباحث بكلية الآداب جامعة عين شمس في النقد الأدبي الحديث، صورة الأم في روايات الأديب العالمي نجيب محفوظ؛ وذلك بمناسبة الاحتفال بعيد الأم. <br/>وأوضح الباحث، أن نجيب محفوظ يقدم رؤية شفافة وكاملة لأشكال متنوعة من الأمهات: الجميلات والطيبات، الضاحكات والمسكين بالحزن، المسرفات في التدليل إلي درجة الإفساد، المهملات السلبيات اللامباليات، المنحرفات والعاهرات، الممزقات بين احتياجات الأنوثة ومشاعر الأمومة وصولًا إلى المسلحات بالإرادة الحديدية والقوة التي تعين على تحمل المسئولية ومواجهة التحديات.<br/>وأكد الباحث أن صورة الأم واضحة بقورة في "الثلاثية" لنجيب محفوظ (بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية)، ففيها تظهر جلية شخصية أمينة فهي الشخصية المحورية التي من خلالها احتفى محفوظ بصورة الأم النقية الفطرية البعيدة عن التأثر بأي تطورات عصرية أو مدنية.<br/>كما استعرض محفوظ في الثلاثية نموذج لأسرة مصرية تنتمي للطبقى الوسطى، تبرز من بينها الأم المصرية البسيطة التي تبذل ما في وسعها لتزويج.<br/>وتجسد شخصية أمينة صورة الأم البريئة والطيبة بنقائها الفطري وقوة الضمير والمبادئ والأم التي تبذل كل ما في وسعها رغبة منها في حماية أسرتها وبيتها، يبدأ الأستاذ نجيب روايته بالحديث بها عن أمينة وتنتهي بموتها، كما قدم هذه الأم بنجاح وقوة في السرد والحبكة الروائية، وقد شكلت هذه الأم من الواقع الكثير واستطاع به الكاتب أن ينقلها من مرحلة الفردية إلى مستوى النموذج والنمط الإنساني الشامل.<br/>وأشار عزيز إلى أن نجيب محفوظ جسد في "بداية ونهاية"؛ صورة الأم التي مثلت النموذج البديل عن دور الأب "المفقود". فقدان الأب رمزيًّا أدى إلى سقوط الأسرة فعليًّا وانهيارها تحت وطأة الحيلاة والمجتمع، الأم هنا هي النموذج التي تحملّت الإهانة والظلم وتكلفت بشئون أولادها بحزم وشدة على مواقف الحياة، وقدمت الكثير التضحيات من أجل أبنائها ولكن حقيقة لم تكن صورة الأم في الرواية محورية أو رئيسة، وإن كانت هي ضمن الشخصيات المهمة في البناء السردي؛ لأن قامت بعدة أدوار أخرى في تشكيل البناء الفني للنص الروائي.<br/>