كشف قادة سابقون في ميليشيات الحوثيين الانقلابية، أن الجماعة باتت توزع الرتب العسكرية التي يصل بعضها إلى رتبة لواء، على عدد من عناصرها الأميين الذين ليست لهم علاقة بالجيش أو قوى الأمن. وأضافوا أن كثيرا من القادة وذوي الرتب الكبرى الذين تدرجوا في سلك الخدمة، اعتكفوا في منازلهم، وينتظرون فرصة للالتحاق بالمقاومة، أو دخول القوات الشرعية واستعادتها المدن التي ما زالت في أيدي الحوثيين. كشف قائد عسكري برتبة عقيد، يقاتل في صفوف المليشيات الحوثية، أن عددا كبيرا من القيادات الميدانية فرت من مواقعها، والبعض الآخر ينتظر دخول القوات الشرعية للمناطق التي يسيطرون عليها، للتخلص من الميليشيات الحوثية وأتباع المخلوع صالح. وأكد القيادي الحوثي - الذي رفض الكشف عن هويته - في تصريح إلى «الوطن»، ارتفاع موجات الغضب والاعتقالات في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بسبب تراجع سيطرة الانقلابيين على الكثير من المحافظات والمناطق، وتدهور الأوضاع المالية للحركة، مؤكدا أن الميليشيات الحوثية أصبحت تعامل عسكرييها وقادتها القدامى بطريقة مهينة، ولا تحسب لهم أي حساب، لأنها ترى أن هذه القيادات غير مؤهلة عسكريا أو فكريا، ولم تنل رتبها العسكرية إلا بالقوة وهيمنة السلاح. وأضاف أن العديد من القادة الميدانيين منحوا رتبا عسكرية تصل إلى درجة لواء وغيرها، بينما هم من الأميين أو غير المتعلمين، ولا يفقهون من أبجديات القيادة العسكرية شيئا، مبينا أن إعطاء الرتب الصغيرة للميليشيات أمر معروف منذ بدء الانقلاب، لكن أن توزع الرتب العسكرية السامية من درجة لواء فما فوق بشكل عشوائي، فإن ذلك يعد تجاوزا خطيرا، نظرا لما يترتب عليه من منح ومزايا وهبات كبيرة. وأشار المصدر بكثير من السخرية إلى أن الجنود والمقاتلين باتوا يهزؤون من سياسة الحوثيين حول توزيعهم رتبة لواء لعناصرهم بدرجة جنونية، حتى أصبح أعداد من يحملون هذه الرتب داخل الحركة أكثر من الضباط أنفسهم، مؤكدا أن هذه السياسة لا يمكن أن تحدث في أي دولة حول العالم، إلا عند ميليشيات الحوثي. الالتحاق بالشرعية أضاف القيادي الحوثي أنه اعتكف بمنزله في الوقت الحالي، ورفض مواصلة القتال إلى جانب الجماعة الانقلابية، وسوف يلتحق بصفوف القوات الشرعية في القريب العاجل، مبينا وجود أعداد أخرى من القيادات التزمت منازلها، ورفضت الخروج ومواصلة الخدمة العسكرية، فيما أرغم آخرون على البقاء في منازلهم، وعدم مغادرتها لأي سبب، فيما تتولى عناصر متمردة حراسة المنازل ومراقبتها، لافتا إلى أن هذه القيادات تنتظر ساعة دخول القوات الشرعية، للانقلاب على الحركة بأسرع وقت. مضيفا أن المخلوع صالح أصدر أوامر للقيادات العسكرية بالامتثال لأوامر الحوثيين دون مقاومة، وتنفيذ الخطط العسكرية التي يرسمونها، مبديا ندمه على الالتحاق في صفوف الجماعة، بسبب الإهانة والمذلة التي باتوا يتعرضون لها بشكل يومي، خاصة الضباط الكبار، فضلا عن منع صرف الرواتب لفترات طويلة. خوف الانقلابات أكد قيادي حوثي آخر، انشق من وحدة الصواريخ خلال الفترة الماضية، في تصريح إلى «الوطن» أن الحركة تعيش وضعا مزريا من ناحية الهزائم العسكرية، وقلة الموارد المالية وتراجع المعنويات، مبينا أن الحركة تتظاهر بالقوة والغلبة، بينما تبحث في الحقيقة عن أي مخرج لأزماتها. وأضاف أن الانقلابيين سربوا معلومات عبر إعلامهم بأن المدعو أبو حسين المداني قد قتل في ضربة جوية، بينما كان المستهدف هو المدعو حسن المداني، الذي لا يزال على قيد الحياة، حيث تم تعيينه قائدا لجبهة نهم وللقوة الصاروخية، مشيرا إلى أن حقيقة استبعاد حسن المداني من منصبه جاء بسبب انشقاق عدد من القيادات الحوثية وانضمامها للشرعية. وأبان القيادي أن الخلافات لا تزال تعصف بالحركة، حيث زادت وتيرتها مؤخرا، لاسيما مع المدعو أبو أنس الحوثي، الذي يخطط للإطاحة بقيادي حوثي كبير من أجل الاستيلاء على منصبه، لافتا إلى أن الخوف من الانشقاقات والانقلاب على الحركة، أكثر ما يهيمن على الوضع العام داخل الحركة المتمردة.