مثلما قال وزير خارجية مصر السيد نبيل فهمي، أنه ليس لديه مشكلة بأن يكون هناك اهتمام بما يجري في مصر. وهو قول يتفق معه كل المصريين الذين يغلوا وطنهم وكل محب لمصر، فالاهتمام نوع من الاحترام والتقدير فالذي يهتم بأمره وتتبع أوضاعه مهم لدى المتابعين ويعدونه بلداً يستحق أن يُهتم بما يجري به. ولكن.. ما هو نوع الاهتمام وكيف توظف المعلومات لترجمة هذا الاهتمام، فمن خلال مواقف الدول خلال الأيام الماضية اتضحت كثير من المواقف والأشياء التي لا بد وأن تنبه المصريين أولاً والدول العربية الأخرى لمعنى ومغزى هذه المواقف. مصر بلد مهم، وبلد محوري وأساسي ليس في المنطقة العربية وشمال إفريقيا بل والشرق الأوسط، فمصر الكل يسعى لكسب ودها، إلا أن هذا لا يعني أنه بلد مستباح يجعل كل من يريد أن يلعب دوراً يدسّ أنفه في شؤونه الداخلية، والأحداث التي تشهدها مصر مهما كانت، ثورة أو انقلاباً أو تغييراً، فهو شأن مصري داخلي، يجب التعامل معه من قبل المصريين، وأن تقود أمريكا وغيرها وتجر خلفها الدول الاوروبية للقفز على المصريين لتحقيق المصالح الأمريكية والأوروبية على حساب المصالح الوطنية المصرية فهذا مرفوض، ليس فقط من المصريين بل من كل العرب والمسلمين الذين يرون مصر جوهرة العرب وثقلها الأساسي. الأمريكيون وبالذات بعض (السنتورات) في مجلس الشيوخ الأمريكي يطالبون بوقف المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، والتي أشار إليها وزير الخارجية المصري وشكر أمريكا على تقديمها، وقال إن مصر استفادت منها وإن سحبها مرفوض في هذه المرحلة!! طبعاً وزير خارجية مصر، رد بصورة مهذبة على الطلبات الوقحة لشيوخ أمريكا، رغم علم هؤلاء الشيوخ أن أمريكا لا تستطيع وقف هذه المساعدات التي تخدم السياسة الأمريكية في المنطقة أكثر بكثير مما تستفيد منه مصر، فهذه المساعدات تصرف على تمويل شراء طائرات إف 16 ودبابات وأسلحة متطورة جداً لا تحتاجها مصر، خاصة وأن اتفاقية كمب ديفيد حيدت جيشها في معركة الصراع العربي الإسرائيلي، وطبعاً مصر لا يمكن أن تحارب ليبيا أو السودان، ولهذا فإن المصريين يتساءلون عن فائدة آلاف الدبابات ومئات الطائرات ومصر تحرص على السلام مع جيرانها. ليوقف الأمريكيون مساعداتهم العسكرية (المشروطة) لمصر والتي يحاولون ابتزاز الدولة المحورية في المنطقة. وليحذر الأمريكيون في هذا الابتزاز، فالكرامة المصرية أهم من طائرات أمريكا ودباباتها التي ستتحول إلى خردة في مخازن دولة تسعى للسلام وألغت الحرب من قاموسها. jaser@al-jazirah.com.sa