قال مسؤولون إيطاليون وأوروبيون الاثنين إنهم على استعداد لإرسال معدات ومساعدات اقتصادية إلى ليبيا لمساعدتها على وقف تدفق المهاجرين، وقد طلب رئيس حكومة الوفاق الليبيةفائز السراج من المسؤولين الأوروبيين في اجتماع وزراي دولي بإيطاليا دعم مالي ولوجيستي لمواجهة ظاهرة تهريب البشر. وتحتضن العاصمة الإيطالية روما الاثنين اجتماع وزراء داخلية ثماني دول أوروبية بما فيها ألمانيا وفرنسا ودول المغرب العربي لوضع خطة لوقف تدفق المهاجرين من ليبيا ومساعدة حكومة الوفاق في هذه المهمة. وقال مصدر حضر اجتماعا مغلقا بين رئيس حكومة الوفاق بليبيا والوزراء الأوروبيين إن السراج طلب المزيد من الأموال والمعدات من الأوروبيين لمحاربة تهريب البشر. وتنشط الكثير من شبكات تهريب البشر بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط لا سيما انطلاقا من الأراضي الليبية مستغلة حالة الاضطراب الأمني والانقسام السياسي والعسكري في البلاد منذ الإطاحة بمعمر القذافي في العام 2011. عمليات إنقاذوقام خفر السواحل الإيطاليون أمس الأحد بتنسيق عمليات إنقاذ لأكثر من 3300 شخص قبالة سواحل ليبيا، وهو ما يعني زيادة في عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا إلى قرابة عشرين ألف شخص منذ بداية العام الجاري.مجموعة من المهاجرين أنقذتهم البحرية الليبية من الغرق في البحر المتوسط (رويترز-أرشيف) ومن أصل 215 مليون دولار خصصها الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي لمحاربة تهريب البشر بمنطقة وسط البحر المتوسط أفرد مبلغ 96 مليون دولار للحكومة الليبية، كما خصصت إيطاليا بشكل منفرد مبلغ 214 مليون دولار لمساعدة دول أفريقية على ضبط حدودها. وذكرت صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية اليوم الاثنين إن فائز السراج طلب مبلغ 859 مليون دولار، وقائمة طويلة من المعدات ومنها أربع مروحيات وعشرون زورقا فضلا عن رادارات ومركبات رباعية الدفع للسيطرة على الحدود الجنوبية والمياه الإقليمية لليبيا. دفعة أولىوقال وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي إن دفعة أولى مكونة من عشرة زوارق للدورية البحرية سترسل إلى ليبيا في منتصف مايو/أيار المقبل، وأشار المسؤول الإيطالي إلى أن المهاجرين الذين سيوفقهم خفر السواحل الليبية سينتقلون إلى مخيمات تديرها حكومة طرابلس بمساعدة من منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأوضح مينيتي أنه سيكون بمقدور المهاجرين الموجودين في المخيمات التي ستقام في ليبيا تقديم طلبات لجوء إلى أوروبا. ومن المتوقع أن يوقع المشاركون في ختام الاجتماع الوزاري الدولي، الذي يتواصل على مدار يومين، على إعلان للنوايا بشأن الإدارة المشتركة للهجرة في منطقة وسط المتوسط. وتواجه أوروبا، ولا سيما إيطاليا، أكبر موجة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية، بعد تضاعف التدفق التقليدي للمهاجرين من أفريقيا، بسبب اللاجئين الفارين من الحروب والفقر في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا.