رغم التحديات والقضايا والأزمات التي تواجه القمة العربية المقبلة، الـ 28 ، في منتجع البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية .. يتصدر مقعد سوريا الشاغر مداولات ومشاورات القادة العرب، بعد أن أشعل “المقعد” كواليس الاجتماعات العربية .. ويرى دبلوماسيون عرب، أن مقعد سوريا الشاغر في القمة العربية، لا يشكل أزمة بالنسبة للأردن، لأن قرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، قرارا صدر بالأغلبية ، وهو قرار قمة الدوحة (في مارس/آذار 2013) وبالتالي لا يحق لسوريا كدولة عربية المشاركة في القمة وهي “مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة”. وفي الشارع الأردني، تطالب القوى السياسية والشعبية، بدعوة سوريا للمشاركة في “قمة البحر الميت” كخظوة عربية ملحة للمّ الشمل العربي، وتجاوز حالة الاحتقانات والخلافات السياسية .. وقال المحلل السياسي ، سفيان الشيخ، إن الراي العام الأردني والعربي، يرى ضرورة وأهمية عودة سوريا لمقعدها الشاغر في القمة العربية، وإلغاء تجميد عضويتها في الجامعة العربية، وهي من الدول العربية الكبرى المؤسسة للبيت العربي ( جامعة الدول العربية). وأضاف الشيخ ، للغد، نحن نعلم أن الأردني يتحسب جيدا لموقف دول الخليج العربي، الرافض لعودة سوريا ، ولكن هذه “المعضلة” يمكن حلها من خلال المشاورات بين القادة العرب، وخاصة في ظل ظروف تفرض على الأمة لمّ صفوفها في مواجهة تحديات الإرهاب الذي دمر البنية التحتية لسوريا وهجّر أهلها، فضلا عن تحديات المتغيرات الدولية التي تتربص بالأمة العربية، ولذلك فإن التحدي الأكبر للقمة العربية هو اتخاذ قرار بتصحيح الوضع وعودة سوريا لصفوف الأمة. ويؤكد السفير نعمان جلال، مساعد وزير الخارجية المصري للتخطيط السياسي سابقا، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، للغد ، أن مسألة المقعد السوري الشاغر، تدور حولها نقاشات بردهات الجامعة العربية بشأن دعوات إلغاء تجميد مقعد سوريا بالجامعة العربية، وهناك مواقف عربية متباينة، بسبب الخلافات العربية -العربية في الموقف من الأزمة السورية، فبينما تتخذ دول موقف مؤيد وداعم للمعارضة السورية تقف دول أخرى في موقف مناهض، واتجاه ثالث رمادي “محايد”. وأضاف للغد، من الواضح أن هناك دولًا عربية تدعم ملف عودة المقعد السوري بقوة وتسعى لإيجاد تجمع ضاغط داخل الجامعة من أجل ذلك الملف في إطار التطورات الحادثة على صعيد الأزمة السورية والتي تعتبر في مجملها تطورات إيجابية في مسار الحل السياسي ، وهي المغرب ولبنان والجزائر والعراق، وأعتقد ان مصر لا ترفض عودة سوريا، والقرار الآن بيد الدولة المستضيفة للقمة، الأردن، وهو قرار صعب بالنسبة لها بسبب حساسيات وتحفظات عديدة، كما أن الملك عبد الله الثاني يريد أن يصل بالقمة إلى بر الآمان، دون خلافات على قضايا بعينها. ومن جانبه، قال خبير العلاقات الدولية، الدكتور سعيد اللاوندي، إن عودة سوريا لمقعدها الشاغر، سيغذي خلافًا عربيًا – عربيًا، خاصة أن هناك دولة رافضة تمامًا ودول مؤيدة، وعلى رأس الدول المؤيدة مصر بينما من ناحية أخرى تقف السعودية موقفًا معارضًا بصورة تامة، رغم أن عودة سوريا سوف يكون “عامل إيجابي” في مسار حلحلة الأزمة والتعاطي العربي بإيجابية معها. ويرى المفكر والمحلل السياسي ، محمد كعوش، إذا كان عودة سوريا لشغل مقعدها في القمة العربية بالأردن، مطلبا شعبيا عربيا، وبدعم عدد من الدول العربية، إلا أن طرح الأمر على القمة العربية سوف يثير خلافات عربية ـ عربية، ويكفي ما تعانيه الأمة من خلافات ومشاكل .. وأضاف للغد، أعتقد أن الأردن سوف يكتفي بالحل الوسط، وهو المقعد شاغر دون أن تمثل المعارضة سوريا في القمة، كما حدث في قرار قمة الدوحة (في مارس/آذار 2013) فيما يتعلق بتسليم (الائتلاف السوري) مقعد سوريا، وأكدت ذلك أيضًا قمة الكويت (في مارس/آذار 2014)، لكن حدثت اعتراضات بعد ذلك، وهددت دولٌ بالانسحاب، ثم تعلل الأمين العام لجامعة الدول العربية في حينها الدكتور نبيل العربي بأن المقعد يُعطى لدولٍ وليس لمنظمات، وتم تعليق المقعد. ويقود العراق المطالب الخاصة لمراجعة القرار السابق بتجميد عضوية سوريا فى الجامعة العربية ومنظماتها، وهو ما دعا اليه بشكل رسمى وزير خارجيته الدكتور ابراهيم الجعفرى فى الجلسة المغلقة لوزراء الخارجية اجتماعات الدورة الـ147 لمجلس الجامعة العربية التى عقدت فى السابع من مارس / آذارالجارى، والتى كانت مخصصة للإعداد للقمة العربية المقبلة. وقال الجعفرين وقتئذ، : ” أدعو أشقائى العرب لاعادة النظر بشجاعة بالغة فى هذا القرار” ، مستغربا كيف يمكن أَن تمثل الجامعة العربية الأمة بينما يغيب جزء منها معتبرا أن الخلافات تحل بالحضور وليس بالغياب.. ولكن لم تتم الاستجابة بصورة موسعة للمطلب العراقى الا من ثلاث دول عربية، فى حين تمسكت باقى الدول العربية بضرورة إبقاء التجميد، وإن كانت تونس قد ربطت موافقتها على هذه الخطوة بقرار عربى جماعى. ويؤكد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، أن هذا الأمر مثار فى كواليس العمل العربى المشترك، لكن الوضع العربى غير جاهز لاتخاذ مثل هذه الخطوة أوتناولها فى إطار ثنائى أو ثلاثى أو جماعى. وكان وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف قد دعا خلال ترؤسه وفد بلاده فى المنتدى العربى الروسى الذى عقد بأبو ظبى خلال شهر فبراير / شباط الماضى، جامعة الدول العربية إلى إنهاء تجميد عضوية سوريا فيها.شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)