«لن تمر سياسات رفع الرسوم الجامعية، سنقف ضدها بكل ما أوتينا من قوة». بهذه الكلمات بدأ الطالب محمد قصراوي حديثه لـ «الحياة» واصفاً التوجه الذي تعتزم جامعات أردنية تطبيقه من خلال رفع رسوم ساعات اختصاصات على نظام التنافس والموازي بـ «الكارثي»، والذي سيحصر التعليم العالي بطبقة الأغنياء والمقتدرين. ويقول قصراوي أن هذا الرفع المتوقع لن يمس إلا الفقراء وذوي الدخل المحدود، وبالتالي سيُحرم الفقراء من التعليم. مشيراً في هذا الصدد إلى أن جامعة البلقاء التطبيقية وهي الجامعة الحكومية الوحيدة التي تدرّس الديبلوم قامت أخيراً برفع رسوم الدارسين على نظام التنافس للديبلوم 400 في المئة والموازي 200 في المئة، مشيراً إلى أن جميع الدارسين في اختصاصات الديبلوم هم ممن لم يحصلوا على معدلات تؤهلهم لدخول الجامعات، ولا يملكون المال الكافي للدراسة خارج الأردن. ودعا قصراوي منظمات المجتمع المدني إلى مساندتهم في حراكهم ضد قرار رفع الساعات الدراسية المتوقع، لأن مثل هذه القرارات وفقه تمس الأمن الاجتماعي الوطني. ويرى الشاب يزن هيجاوي المتخرج حديثاً ضرورة أن تتحمل الحكومة مسؤوليتها وتقوم بدورها تجاه دعم الجامعات، حتى لا تلجأ الأخيرة إلى رفع رســومها الذي له تبعات خطيرة على طبقية التعليم، فمثل هذه القرارات ستدفع حتماً إلى احتكار التعليم بفئة المقتدرين وحرمان الطبقات الفقيرة وذوي الدخل المحدود من حق التعليم العالي. ويوضح هيجاوي أن جامعات بدأت برفع «الموازي» وسينسحب هذا الأمر على المقبولين على نظام التنافس. مشيراً إلى أن الناظر بعمق إلى أعداد المقبولين في الجامعات سيجد أن المقبولين على نظام الموازي العادي والموازي الدولي هم الفئة الأكبر، بمعنى أن التعليم أضحى لمن يملك المال. وتؤكد دراسة بحثيه أجرتها الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة «ذبحتونا»، أن مجموع إيرادات الجامعات الرسمية من رسوم الطلبة وإيرادات الاستثمار يبلغ نحو 300 مليون دينار(الدينار بـ1.4 دولار) سنوياً تقريباً ومجموع نفقات الجامعات الرسمية من رسوم الطلبة 407 مليون دينار سنوياً تقريباً، ما يعني أن الجامعات الرسمية مجتمعة تحتاج إلى 100 مليون دينار دعماً سنوياً لسد العجز في ميزانيتها، وهو ما يشكل أقل من 40 في المئة من الرسوم الجمركية المختصة بالجامعات. وتابعت الدراسة أن ما تشهده الجامعات الرسمية من سلسلة من القرارات والتوجهات المرتقبة تكرس العقلية التجارية في التعاطي مع العملية التعليمية. وفي هذا الصدد، يرى منسق حملة «ذبحتونا» د. فاخر دعاس أن قرار رفع الرسوم في «البلقاء التطبيقية هو مؤشر إلى إعطاء ضوء أخضر حكومي لإدارات الجامعات الرسمية للاستفراد بالطالب، والسماح لهذه الجامعات باتخاذ قرارات مالية برفع الرسوم، في ظل غياب فهم الدور الحقيقي للجامعات الرسمية التي يفترض أن تكون الدراسة فيها مجانية، وفي ظل غياب أي ضوابط لعمليات الرفع. وأشار دعاس إلى أننا مقــبلون على سلسلة قرارات رفع مرتقبة مع بداية الفصل الدراسي المــقبل، وذلك من خلال القبول المباشر في الجامعة الأردنية والعلوم والتكنولوجيا ومن خلال الرفع المباشر للتنافس على القبول الموحد. يشار إلى أن إدارة جامعة البلقاء التطبيقية قررت أخيراً رفع رسم التسجيل للديبلوم في كافة الاختصاصات على البرنامج التنافسي بواقع 35 ديناراً للساعة وللموازي 45 ديناراً للساعة لكافة الاختصاصات، علماً أن رسوم التنافس السابقة كانت 7 دنانير للتنافس و15 ديناراً للموازي، ما يعني أن إدارة جامعة البلقاء قامت برفع رسوم التنافس للديبلوم ولكافة الاختصاصات بنسبة 400 في المئة، فيما رفعت رسوم الموازي 200 في المئة. ولاقى هذا القرار سلسلة من الاحتجاجات تمثلت، بمخاطبة رئيس الوزراء، ومجلس النواب، لأخذ دوره ومطالبة رئاسة جامعة البلقاء بوقف القرار. كما تضمنت الخطوات، مقاطعة التسجيل في اختصاصات الديبلوم في الجامعة نتيجة ارتفاع أسعارها، بالإضافة إلى الاعتصام أمام الجامعة.