عاش الميدان في سوريا تطوّرات جديدة على وقع المعارك العنيفة بين فصائل المعارضة وقوات النظام في ريف دمشق، وفيما هدّدت إسرائيل بتدمير أنظمة الدفاع الجوي السوري حال ردّت على الطائرات الإسرائيلية مرة أخرى، وصلت الدفعة الأولى من مهجّري حي الوعر في حمص إلى مناطق الجيش الحر في ريف حلب الشرقي. وسادت حالة من الهلع بين سكان شرق دمشق نتيجة القتال الضاري والقصف والانفجارات المتتالية بعد هجوم وصف بـ «الأعنف» شنته فصائل المعارضة على مواقع قوات النظام. وأدى سقوط قذائف صاروخية على أحياء القصاع وباب توما والعدوي والعباسيين شرق دمشق إلى إغلاق كراجات العباسيين وكلية الزراعة، الواقعة في بساتين العدوي، وطريق حرستا الواصل لضاحية الأسد حرصاً على سلامة المدنيين. وقال مصدر من قوات النظام إنّ هجوم المعارضة بدأ بتفجير سيارتين مفخختين استهدفتا حاجزين للجيش السوري قرب معمل كراش شرق كراجات العباسيين وسمع صداهما في مختلف أنحاء دمشق، مشيراً إلى أنّ الانفجارين تبعهما تفجير ثالث بحزام ناسف تسبب في وقوع أضرار كبيرة في المنطقة ووقوع عدد من القتلى والجرحى. وأقرّ المصدر بتمكّن مجموعات من المعارضة التسلل عبر شبكة أنفاق من الوصول إلى أحد المباني الاستراتيجية قرب شركة الكهرباء والسيطرة عليه بشكل كامل، لافتاً إلى قصف جوي ومدفعي وصاروخي عنيف على مواقع المعارضة في عمق حي جوبر والقابون وعلى خطوط الاشتباكات، ما تسبب بسقوط العديد من القتلى بين صفوف المعارضين. في السياق، ذكرت مصادرفي المعارضة، أنّ الفصائل المقاتلة في حي جوبر الدمشقي أطلقت عملية عسكرية على مواقع قوات النظام من اتجاه قطاع الكهرباء، إذ استهدفوا بعربتين مفخختين مواقع قوات النظام، أسفرت عن مقتل عدد من العناصر وجرح آخرين. مشيرة إلى أنّ المعارضين سيطروا على نقاط جديدة بمحيط الحي بعد اشتباكات عنيفة عقب تفجير السيارتين المفخختين، فيما شنَ طيران النظام الحربي غارات جوية على حي جوبر، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف، ما تسبب بدمار في الأبنية السكنية. ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل عشرون عنصراً على الأقل من قوات النظام والفصائل المقاتلة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، جراء معارك عنيفة بين الطرفين في أحياء برزة وتشرين في شرق دمشق. إلى ذلك، شنّت فصائل معارضة متمركزة في حي جوبر المجاور في شرق دمشق صباح أمس هجوماً عنيفاً على مواقع لقوات النظام على أطراف الحي، بالتزامن مع إطلاقها قذائف عدة على أحياء في وسط دمشق. وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن بمقتل تسعة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و12 مقاتلاً من الفصائل في الاشتباكات التي دارت خلال الـ 24 ساعة الماضية على أطراف دمشق الشرقية. تقدم معارضة في الأثناء، شدّدت المعارضة على أنّها أحرزت تقدماً جديداً في منطقة القلمون الشرقي في ريف دمشق على حساب تنظيم داعش. وأوضحت أنّها سيطرت على كل من سرية البحوث العلمية وحاجز الـ سبع بيار وحاجز مكحول وسد ريشة، بينما تستمر الاشتباكات التي وصفتها بالعنيفة بالقرب من جبل مكحول. وصول مهجّرين على صعيد آخر، أفادت مصادر ميدانية بأنّ الدفعة الأولى من مهجّري حي الوعر في حمص وصلت إلى ريف حلب الشرقي ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر، مشيرة إلى أنّ القافلة وصلت في الساعات الأولى من صباح أمس بعد مسيرة استمرت لأكثر من 12 ساعة برفقة سيارات من الهلال الأحمر. وتشمل الدفعة أكثر من 300 عائلة تضم ما بين 1300 و1500 شخص، معظمهم من النساء والأطفال والمرضى والجرحى، فضلاً عن 150 من مقاتلي المعارضة خرجوا بأسلحتهم الخفيفة. تهديد إسرائيلي إلى ذلك، هدّد وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس، بتدمير أنظمة الدفاع الجوي السوري، إذا ردت على الطائرات الإسرائيلية مرة أخرى، كما جرى الجمعة الماضي. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن ليبرمان قوله، أمام مجندين جدد في مركز التجنيد: «في المرة القادمة، إن أطلقت بطاريات سورية دفاعاتها الجوية على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، سيقوم سلاح الجو بتدميرها». مشيراً إلى أنّ إسرائيل ستواصل العمل من أجل منع تهريب الأسلحة من سوريا إلى حزب الله في لبنان، وأنّ إسرائيل لا تدعم الأسد ولا تقف ضده. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إن تل أبيب غير معنية بخلق أي مشكلات مع روسيا، مؤكدا على أن مشكلة إسرائيل هي في نقل السلاح من سوريا إلى حزب الله في لبنان.