استرد قطاع الإيواء بالمملكة خلال أيام إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني والتي استمرت لمدة عشرة أيام كثيرا من عافيته، حيث بلغت نسب الإشغال في قطاع الفنادق خلال تلك الفترة حوالي 90 في المئة، فيما بلغت في الشقق المفروشة نسبة 80 في المئة، كأعلى معدل تحققه خلال إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني منذ سنوات. ووفقا لعضو اللجنة الوطنية للسياحة والفنادق خليل بهادر، فإن الحجوزات في المناطق السياحية، سجلت أرقاما غير مسبوقة، موضحا أن استمرار حالة الطقس الممتازة أسهم بشكل كبير في ارتفاع نسب الإشغال، إضافة إلى الإقبال المتزايد من قبل المواطنين والمقيمين على قضاء فترة الإجازة داخل المملكة. وأشار إلى أن الإقبال الكبير من قبل الأسر والعوائل من المواطنين والمقيمين دفع العديد من المشروعات السياحية إلى تفعيل خدمات سياحية كخدمة «الدي يوز» (استعمال جزء من اليوم) لجذب المزيد من العملاء. وتوقع بهادر أن تتجاوز مداخيل دور الإيواء السياحي خلال فترة إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني 130 مليون ريال، بزيادة تقدر بـ٦٠ في المئة عما كانت عليه نفس الفترة من العام الماضي. وأضاف أن نسبة الإشغال الكبيرة في إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، والتي أسهمت فيها عدة ظروف جعلت بعض الأسر تقبل على نظام «الدي يوز» كبديل متاح لها لقضاء أوقات خارج المنزل وعلى شواطئ البحر بتكلفة أقل. وأشار إلى أن نسبة الإشغال في المشروعات السياحية خصوصا الشاليهات والقرى السياحية بجدة بلغت أرقاما غير مسبوقة في إجازة نهاية الأسبوع، أي أيام الخميس والجمعة والسبت، حيث وصلت في العديد من تلك الأماكن إلى ما نسبته ٩٠ في المئة، ولاسيما من الأسر من خارج مدينة جدة الذين قدموا لقضاء أيام الإجازة بها. وأشار إلى أن الإقبال الكبير لم ينعكس على زيادة ملحوظة في الأسعار، إذ لم تزد الأسعار خلال فترة الإجازة، سواء في الخدمات أو الإسكان، خصوصا في الأماكن السياحية الرئيسية كمنطقة أبحر بجدة ومناطق الهدا والشفا بالطائف وغيرها من الأماكن. من جانبه أوضح الخبير السياحي حسن صقر رئيس مجلس المديرين بمجموعة منتجعات سياحية أن كل المؤشرات والإحصاءات غير الرسمية تشير إلى إقبال متزايد من قبل السعوديين نحو السياحة الداخلية، وأن نسبة النمو في الإقبال على السياحة الداخلية السنوي تتراوح بين ١٠إلى ١٥ في المئة حسب المناطق والوجهات السياحية. وأشار إلى أن الحصة الأكبر في التوجه نحو الاستفادة من السياحة الداخلية هي من نصيب الأسر، التي أصبحت تمثل حوالي ٨٠ في المئة من مرتادي الأماكن السياحية حول المملكة. وأوضح صقر أن الهيئة العليا للسياحة والآثار استطاعت خلال السنوات الأخيرة أن تنفذ العديد من الخطط والاستراتيجيات التي أسهمت في زيادة هذا الإقبال نمو السياحة الداخلية، من بينها الحملات الإعلانية والدعاية والتعريفية في الإجازات والمواسم. وتمنى صقر أن تتكاتف هذه الجهود، ويتم التنسيق بشأنها بين الهيئة العليا للسياحة والآثار والقطاع السياحي الخاص، وأن يتم إزالة المزيد من الإجراءات التي كانت تعيق التطور السياحي الداخلي لاسيما في مجال التمويل والاستثمار السياحي. إلى ذلك أوضح محمد سعيد العدلوني المدير التنفيذي لشركة تعمل منذ ١٥ عاما في مجال إدارة الفنادق والقرى السياحية والشقق المفروشة بالمملكة، ولها أكثر من ١٥ مشروعا في العديد من المناطق، أن الاستثمار السياحي أصبح أكثر جذبا للاستثمارات في الوقت الحالي عما كان عليه الحال قبل عشر سنوات. وأشار إلى أن الإقبال المتزايد من قبل السعوديين والمقيمين على السياحة الداخلية جعل العديد من المستثمرين في المجال السياحي يضخون المزيد من الاستثمار في هذا القطاع ويقيمون مشاريع سياحية نوعية. وأوضح أن الطلب على القطاع الفندقي بالمملكة يفوق المتاح الآن.