قال وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل إنه أبلغ نظيره التركي أن الرئيس رجب طيب أردوغان "تجاوز الحدود" باتهامه المستشارة أنجيلا ميركل شخصيا بأنها تقوم "بممارسات نازية". وكان أردوغان شنّ في وقت سابق هجوما على ميركل متسائلا: "أنت تقومين الآن بممارسات نازية، ضد من؟ ضد إخواني المواطنين الأتراك في ألمانيا وإخواني الوزراء". يأتي هذا في سياق الخلاف الذي اندلع بين تركيا من جهة وألمانيا وهولندا من جهة ثانية، بعد أن رفضت الدولتان إلقاء وزراء أتراك كلمات أمام أتراك مهاجرين في إطار الحشد للاستفتاء التركي على تعديلات دستورية، بينما قالت برلين وأمستردام إن المنع كان لاعتبارات تتعلق بالسلامة. وقال وزير الخارجية الألماني لصحيفة "باسايور نيو برس" الألمانية في عددها الذي يصدر الاثنين، "نحن متسامحون لكننا لسنا حمقى (..) ولذلك أبلغت بوضوح تام زميلي التركي (مولود جاويش أوغلو) أنه تم تجاوز حدود معينة" إثر تصريحات أردوغان. من جهته، وصف مارتن شولتز الذي انتخب رئيسا للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني كلام أردوغان في حديث صحفي، بأنه "غير جدير برئيس دولة"، مضيفا "أن تركيا تتحول إلى دولة متسلطة". وتسببت اتهامات تركية لألمانيا مطلع الشهر الحالي بانتهاج ممارسات "نازية" في ردود فعل حادة من قبل برلين وبروكسل وباريس، كما أن هولندا اتهمت "بالنازية" أيضا إثر منعها زيارة وزراء أتراك لأراضيها. وقال أردوغان في خطاب له "عندما نصفهم بالنازيين فإنهم (في أوروبا) ينزعجون، ويتضامنون مع بعضهم البعض، خاصة ميركل". وبينما اعتبر أردوغان أن الأزمة في العلاقات مع تركيا في الأيام الماضية "أظهرت أن صفحة جديدة فتحت في القتال ضد بلادنا"، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إن سبب الأزمة مع أوروبا هو "خوف قديم لدى أوروبا من المسلمين والأتراك خاصة".  وأضاف المتحدث أن أوروبا تنزعج عندما تبدأ تركيا رفع الصوت، وتخريب المخططات المعدة ضدها، على حد وصفه، معتبرا أن الدول الأوروبية "تنزعج أكثر عندما يسلط الرئيس رجب طيب أردوغان الضوء على أخطاء أوروبا، ويطالب بمحاسبتها".