×
محافظة المنطقة الشرقية

اقتصادي / غرفة الشرقية تنظم ملتقى حوكمة الشركات العائلية

صورة الخبر

أعلنت الكويت قبل أيام عن اكتشافها حقلا نفطيا جديدا في منطقة الجثاثيل التي تقع في شمال غرب الكويت. وهو اكتشاف كبير لنفط خفيف عالي الجودة. يقع هذا الحقل في محيط منطقة سبق ان تم اكتشاف حقول اخرى فيها في سنوات قليلة ماضية، وهي كراع المرو وكبد والرحية وأم الروس والركسة وكحلولة. ويعنى هذا الاكتشاف ان زيادة كبيرة قد تحققت في مخزون الاحتياطي النفطي الكويتي مما قد يمد عمره عقودا أخرى، كما ورد في الخبر. وتنشر وسائل الإعلام بين الحين والآخر إحصائيات تعرض فيها العمر المتبقي للنفط في الدول المنتجة له. السؤال ما مدى صحة هذه التنبؤات؟ يقوم من يصدر هذه التنبؤات بإجراء عملية رياضية بسيطة يقسم فيها حجم المخزون الاستراتيجي من النفط الخام بالبرميل في الدولة المعنية على كمية الانتاج السنوي ليحصل على عدد سنوات عمر النفط في هذه الدولة. دعونا نفترض ان دولة ما تم تقدير عمر نفطها بـ50 عاما: ستكون هذه الحسبة صحيحة في حالة واحدة فقط وهي: 1 – عدم حدوث أي تغيير على معدل الإنتاج اليومي طيلة 50 عاما قادمة. (وهذا مستحيل). 2 – عدم حدوث أي اكتشافات جديدة تضاف الى المخزون الاستراتيجي الحالي طيلة 50 عاما قادمة. ( يعتبر هذا مستحيلا كما في الكويت). 3 – عدم تطوير تقنيات حديثة طيلة الـ 50 عاما القادمة من شأنها زيادة عامل الاستخراج من حقول النفط في العالم وتحقيق اكتشافات نفطية لم تكن متاحة سابقا (وهذا كذلك مستحيل). هذه الحالة التي تتطلب تلك الشروط الثلاثة معا لم تحدث في تاريخ النفط ولن تحدث مستقبلا. الواقع المدعم بالأرقام يؤكد انه منذ 150 عاما حتى اليوم، في كل عام يزيد الإنتاج النفطي العالمي ويزيد الاحتياطي النفطي العالمي بمقدار 4 أمثال الإنتاج السنوي جراء استخدام تكنولوجيات أفضل تمكن البشرية من تحسين الإنتاج وزيادته واستكشاف المزيد من الحقول النفطية. مثال على ذلك، خلال الـ30 عاما الماضية، استطاعت الكويت أن تكتشف حقولا جديدة كما حدث قبل أيام وتتبع سياسات انتاجية أفضل وتعتمد طرق انتاج بتقنية افضل ساعدتها على زيادة عامل الاستخراج بنسبة اكبر، عوضت كل ما انتجته طيلة 30 عاما ماضية، وأضافت كميات أخرى للمخزون. قال تعالى: «وأما بنعمة ربك فحدث». ولهذا تثبت الصناعة النفطية العالمية قدرتها على اطالة عمر النفط بعشرات بل مئات السنوات، وسيستمر الحال كذلك في السنوات القادمة. من الممكن تقدير تنبؤات أكثر دقة من تلك التي تصدر في الصحف بين الحين والآخر، وذلك بتعميق البحث واستعمال معادلات رياضية أكثر تعقيدا. الحقيقة التي لا نزاع عليها هي أن النفط سيستمر في صدارة أهم مصادر الطاقة للانسان لأجل غير معلوم. وللايضاح فإن المخزون الاستراتيجي من النفط الخام ينقسم إلى نوعين: -نفط تقليدي ونفط غير تقليدي النفط التقليدي هو الذي يمكن انتاجه بالطرق والتقنيات المتعارف عليها، التي تم تطويرها على مدى 150 سنة منذ اكتشاف النفط. -النفط غير التقليدي هو النفط الكامن في طبقات ارضية يتطلب تقنيات حديثة واستثمارا كبيرا ليتم رفعه ومعالجته ليكون صالحا للاستخدام البشري. وكما هو ملاحظ، تسابق الدول والشركات لاستغلال الثروات النفطية لتدعيم امكاناتها الاقتصادية والامنية والاجتماعية والسياسية في رسم الخطط على مدى زمني طويل يمتد لمئات السنوات. وحتى تواكب الكويت هذا الاتجاه، نقترح تغيير اسم المجلس الأعلى للبترول ليكون المجلس الاعلى لاستغلال الثروات البترولية حتى يتطابق الاسم مع الدور الدستوري الذي نصت عليه المادة 21 من الدستور. ولنا مستقبلا مقال آخر نتناول فيه هذا الموضوع. أما الآن فعلينا أن نتوجه جميعا برفع أيدينا والدعاء الى الله بأن يسبغ بركته على النفط، و… «يكثر خيره ويطول عمره» المهندس احمد راشد العربيد