في زمن مضى، كانوا يروجون بأن من يتحدث عن "حفريات الطرق" هو كاتب لم يجد ما يسطره، ولجأ إلى هذه القضية، لتعبئة المساحة، ليمارسوا ضغطا عليه للتخلي عن طرق مثل هذه المواضيع.. حيث يعمد من له مصلحة بنشر مثل هذه الأقاويل، ويتكفل البسطاء بنقلها، وتسخف الأشياء، وتتلاشى مع الوقت. وهذا ما يحدث الآن، مع قضايا الإسكان والفساد والإصلاح.. وغيرها، من خلال ممارسة التسطيح والتمييع، ولكن الأهم ألا نتوقف، حتى إصلاح آخر مسمار فاسد في طريق منسٍ في جنوب البلد! كل فوهات مدافع الاهتمام موجهة لملف الإسكان هذه الأيام، في ظل وجود من يوزع الوعود تباعا، ويرفع من طموح أحلام البسطاء وهو لا يشعر، ويتحدث بلغة "أفلاطونية" تجانب الواقع، وتخالف المنطق، وبصحبة فريق اتصالي بعيد عن المشهد الحقيقي، كما يبدو، يحرر الوعود بلغة الاحتياج، ويرشها على الصحف، مكتفيا بطرائق الـ"One Way"، المنتهجة لعبارة: نقول ولا نسمع، وليس لكم سوى أن ترخوا المسامع، وعليكم بالتصديق والانتظار، ونحن من يخاف على مستقبلكم أكثر منكم، وقلقكم قلقنا.. والمواطن البسيط، المغلوب على أمره، لا يملك إلا أن ينتظر، فهو الخيار الأنسب، عندما يستعرض قوائم البؤس التي تحيط به! وعلى هامش كل هذه المعادلات، ضاع ملف العقار بين أقطاب التناقض، وراح يتدحرج بين مفردتي "يرتفع" و"ينخفض"، ومعظمهم يستخدم الكلمة الأقرب لزاوية المنفعة، في ظل انعدام الرؤية لدى المواطن الـ"ملحط"، الحالم ببضع غرفة تشبع جوع الحلم.. وحول هذا، ولأن الأمر قريب من كل شخص دون تنظير، سأكتفي بما قاله "راشد الفوزان"، عندما حل ضيفا على "ملتقى هاشتاق السعودية"، فهو أحق بالتأمل: "أن وجود السكن سيوفر 30% من دخل المواطن، ويوفر له الأمن الأسري، والحياة الاجتماعية، ويقوي انتماءه للوطن، ويزيل بعض الفجوات التي قد تحدث لدى بعض المواطنين تجاه وطنهم، خصوصا أننا في دولة غنية.. وجميعنا يحب الوطن". والسلام.