قد يتمكن أي شخص من تأسيس شركة جديدة، إلا أن نجاحها يعتمد على أمور أخرى تتعدى ابتكار فكرة جديدة. في الواقع، إن تأسيس وإدارة شركة يتطلب روّاد أعمال مثابرين وأقوياء، فوجود الأموال فقط ليس كافياً للبدء بمشروع جديد. تتطلب ريادة الأعمال مجموعة من الصفات منها الانضباط الذاتي والسيطرة على الذات والعمل الجاد. ولا يكفي أن يكون لديك هدف محدد وشغف لتحقيقه، بل عليك الالتزام بهذا الهدف على المدى الطويل. وإن كان لديك فكرة جيدة، ولكنك لا تعلم إن كنت قادراً على تطبيقها، تأكد إن كنت تمتلك الصفات التي تؤهلك لدخول ريادة الأعمال. 1- الالتزام: إن كنت قادراً على الحفاظ على التزامك في كل من الأوقات الجيدة والسيئة، فمن المحتمل بأن تصبح رائد أعمال ناجحاً. إن إنشاء شركة جديدة هو إنجاز رائع، ولكنه لا يجب عليك الاستسلام عندما تتعقد الأمور، وإلا ستفشل شركتك، فقد أشارت الدراسات إلى أن 9 من كل 10 من الشركات الناشئة تبوء بالفشل. ستواجه الفشل حتماً، ولكن إن كنت تنوي التعلّم من أخطائك ومتابعة التقدم، ستنجح في نهاية الأمر. ولن تتمكن دوماً من الحفاظ على التزامك، إذ ستبوء محاولتك بالفشل في بداية الأمر، إلا أنك ستنجح حتماً بعد عدة مرات. 2-القدرة على اتخاذ القرارات: ستضطر بصفتك رائد أعمال لاتخاذ قرارات صعبة تؤثر في كل من حياتك الشخصية وشركتك، إذ يجب عليك اتخاذ قرارات بشأن تحديد المزوّدين وأهداف الشركة وتنفيذ مشاريع جديده والمزيد. كما ستضطر أيضاً لاتخاذ قرارات توظيف مناسبة واختيار أشخاص قادرين على اتخاذ قرارات ناجحة وسريعة عند غيابك. في الواقع، يتمتع الأشخاص الذين يمتلكون هذه الصفة بثقة في أنفسهم وقراراتهم، وهم على استعداد للقيام بالأمور الصحيحة حتى وإن كانت خطرة. 3-المخاطرة: يعشق روّاد الأعمال الناجحون اتخاذ المخاطر، فالمخاطرة لا تتوقف بعد تأسيس عملك الخاص. حيث ستواصل في تلقي فرص جديدة خلال مرحلة إنشاء الشركة وبعدها، ولن تحقق النجاح إن لم تكن مستعداً للخطوة التالية. قبل أن تقدم على أية مخاطرة، يجب أن تمتلك الأداء الجيد والأموال الكافية. لا تجعل مشاعرك تتحكم بك، وفي الوقت نفسه، يجب أن تعلم متى تتراجع وتتجنب أداء مهام عديدة خلال فترة قصيرة. في الواقع، إن مفتاح اتخاذ المخاطر هو امتلاك صورة واضحة للهدف المحدد.4- الرغبة بالعمل طوال الوقت: إن كنت تود رؤية شركتك تتطور، عليك أن تكون دوماً مستعداً وتقدم أفضل ما لديك، فريادة الأعمال ليست مجرد وظيفة بدوام كامل تبدأ من يوم الأحد حتى الخميس، بل هي عبارة عن نمط حياة. فروّاد الأعمال الناجحون يجعلون شركتهم متأصلة في حياتهم اليومية. إن كنت تود جني الأموال من عملك الخاص وجعله وظيفتك الأساسية، عليك التضحية بذاتك من أجل شركتك. إن العمل لساعات طويلة والسفر المتكرر هو دليل على حبك الكبير لعملك الخاص، إذ يجب أن يكون ذلك بمثابة تضحية لديك كامل الاستعداد للقيام بها، ولكنها لن تبدو كتضحية بعد مرور عدة سنوات. 5- عدم التنبؤ بالمستقبل لا يخيفك: إن لم تكن خائفاً من طبيعة ريادة الأعمال التي لا يمكن التنبؤ بها، فهذا المجال هو مناسب لك. يدرك روّاد الأعمال جيداً بأن عالمهم يتغيّر باستمرار، ويشهد تقلبات في التمويل وحواجز قانونية. فإن كنت تخشى التغيير، لن يناسبك هذا المجال على الإطلاق. في الواقع، إن تأسيس عمل خاص يتطلب قدرة على التكيّف لا تفرضها الوظائف الأخرى. وغالباً ما تكون الشركات الناشئة متقلبة، إذ يجب عليك حتماً مواجهة التغيير وعدم تجنبه. قد تكون ريادة الأعمال مهنة مجزية، فلن تتيح لك القيام بما تحبه وتتقنه، بل تسمح لك أيضاً بالعمل مع ثقافات مختلفة ومجموعة متنوّعة من الأشخاص. إن كنت مستعداً لمواجهة أمور لا يمكن توقعها، واتخاذ قرارات بشكل سريع، وتغيير نمط حياتك، فهذا هو الوقت المناسب لبدء عمل خاص بك.