اتفقت المجموعة الرباعية في الاجتماع، الذي عقد بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة أمس، على ضرورة دعم مؤسسات الدولة الليبية وحكومة الوفاق الوطني، والمجلس الرئاسي والبرلمان والجيش الوطني، مؤكدة الحاجة الملحة إلى تسوية سلمية، ورفض أي تدخل عسكري أجنبي. وتتألف المجموعة الرباعية من الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، والممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي إلى ليبيا جاكايا كيكويتى، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فدريكا موجريني، والممثل الخاص لسكرتير عام الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر. وأدانت المجموعة الرباعية بشدة حالات اندلاع العنف كافة، بما في ذلك الهجمات المسلحة في الهلال النفطي التي بدأت في الثالث من مارس (آذار) الحالي، وطالبت بالوقف الفوري للعمليات العسكرية، والتخفيف من حدة التوتر، داعية الأطراف إلى الامتناع عن اتخاذ أي تدابير من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الموقف على الأرض. وأعلن أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، عن زيارة مبعوث الأمين العام لليبيا صلاح الدين الجمالي إلى طبرق الأسبوع المقبل. موضحا أن الجمالي سيجري محادثات مهمة خلال هذه الزيارة بهدف الوصول إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية، مؤكدا أهمية الوقوف مع المجلس الرئاسي الليبي لبسط سيطرته على أرجاء العاصمة كافة، والتوصل إلى حل سياسي للأزمة. كما شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية على عدم وجود مكان للميليشيات المسلحة التي تهدد سلامة الدولة والكيان الوطني الليبي، موضحا أن هدف الاجتماع «مرافقة الأشقاء الليبيين لتمكينهم من عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد في أجواء خالية من تهديد التنظيمات الإرهابية». من جانبها، كشفت فريديكا موجريني، ممثلة السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي، عن أن بروكسل ستستضيف الاجتماع المقبل بشأن ليبيا، مشددة على أن الأزمة الليبية تمثل أولوية للاتحاد الأوروبي، وأنها ستشارك في كل الفعاليات الخاصة بحل الأزمة الليبية وتوحيد الفرقاء الليبيين، وإقرار حزمة مساعدات طبية وأمنية في ليبيا. وقال أبو الغيط إنه «سيتم إرسال البيان المشترك الذي صدر عن الاجتماع إلى الأمم المتحدة» بصفته وثيقة مهمة، يستند إليها. وهو البيان الذي ينص على وأولويات العمل السياسي على الساحة الليبية. ورحبت جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بمشاركة الاتحاد الأوروبي في الاجتماع، وقد تشكلت المجموعة الرباعية من المنظمات الأربع لتنسيق جهودها، ووضع مقاربة دولية وإقليمية تكاملية لمساندة ليبيا في معالجة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجهها. وخلال هذا الاجتماع أعادت المجموعة الرباعية التأكيد على التزامها بسيادة ليبيا واستقلالها، وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية ومؤسساتها المنبثقة عن الاتفاق السياسي الليبي الموقع بالصخيرات. كما أكدت المجموعة الحاجة الملحة إلى تسوية سلمية للوضع بقيادة ليبية، مؤكدة رفضها التهديد أو استخدام الأطراف الليبية للقوة العسكرية، ولأي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا. وأدانت المجموعة الرباعية بشدة حالات اندلاع العنف كافة، بما في ذلك الهجمات المسلحة في الهلال النفطي، وطالبت بالوقف الفوري للعمليات العسكرية. كما طالبت المجموعة الأطراف الليبية كافة بالحفاظ على بنية ليبيا التحتية الاقتصادية والنفطية، وشددت على الحاجة إلى وجود مؤسسة وطنية للنفط موحدة ومؤهلة، والسماح لها بالاضطلاع بكامل مسؤولياتها على منشآت النفط كافة في ليبيا. مبرزة في هذا السياق، أن نفط ليبيا وثرواتها القومية يجب أن يتم استخدامه لصالح الليبيين كافة، وأن تمر من خلال الآليات الليبية الشرعية. وبعد أن أعربت المجموعة الرباعية أيضاً عن قلقها البالغ إزاء التصاعد الأخير للعنف في طرابلس، أخذت المجموعة علماً بوقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه في 15 من مارس الحالي، وطالبت المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني ببسط سيطرته على الوضع الأمني في أنحاء المدينة كافة وفقا لأحكام الاتفاق السياسي الليبي. كما شددت المجموعة الرباعية على أنه لا ينبغي لهذه التطورات أن تقوض الخطوات المهمة التي اتخذتها الأطراف الليبية، التي دعمتها الجهود الدولية والإقليمية، لصياغة توافق عريض وشامل في اتجاه تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي.