ذكر مدعي عام الجمهورية الفرنسية أن الإرهاب هو الدافع المحتمل لمهاجم مطار أورلي في باريس زياد بن بلقاسم، فيما أشار وزير الداخلية إلى أن المهاجم "معروف لدى أجهزة الشرطة والاستخبارات" وأنه رصد "كمتطرف". ذكر مدعي عام الجمهورية في باريس فرنسوا مولان مساء السبت (18 آذار/مارس) أن الفرنسي زياد بن بلقاسم، البالغ من العمر 39 عاما، قال خلال الاعتداء "ألقوا سلاحكم، أنا هنا للموت في سبيل الله. وفي كل الحالات سيكون هناك قتلى". وأشار المدعي العام إلى أن ثلاثة أشخاص رهن الاحتجاز لدى الشرطة، وهم والد المهاجم وشقيقه وابن عم له. وأضاف أن الهدف الذي اختاره بلقاسم للهجوم وما اتضح من أدلة على أنه اعتنق أفكارا متشددة يبرران إجراء تحقيق خاص بالإرهاب. وكان بلقاسم هاجم صباح السبت دورية لعسكريين في مطار أورلي بجنوب باريس قبل أن تقتله قوات الأمن. وهاجم الرجل بمسدسه جندية كانت ضمن دورية من ثلاثة عسكريين محاولا الاستيلاء على سلاحها، بحسب ما أفاد وزير الداخلية برونو لورو. وقال مصدر قريب من التحقيق لوكالة فرانس برس إن "المواجهة استمرت على الأرجح نحو ثلاثين ثانية أو ستين ثانية. نجح المهاجم في جعل سلاح العسكرية فوق رأسها وكان يمسك بها من عنقها مهددا العسكريين الآخرين بسلاح المرأة". وأورد وزير الدفاع جان ايف لودريان أن الجنديين "أطلقا النار لحماية" رفيقتهما و"لحماية جميع الناس". وتم لاحقا تفتيش المطار من دون العثور على أي متفجرات. وأوضح وزير الداخلية أن المهاجم الذي قتل "معروف لدى أجهزة الشرطة والاستخبارات" وهو فرنسي في التاسعة والثلاثين سبق أن أوقف في قضية سرقة بتهديد السلاح وله تسع سوابق وممنوع من مغادرة الأراضي الفرنسية. وأوضح مصدر في الشرطة أنه رصد لاحقا "كمتطرف" واخضع في 2015 لعملية تفتيش إدارية لكنها لم تسفر عن نتيجة. وقبل ساعة ونصف ساعة من هجوم أورلي، أطلق المهاجم النار على عناصر في الشرطة أرادوا التدقيق في هويته في شمال باريس ثم سرق سيارة أخرى قبل أن يتوجه إلى المطار. وأثار الهجوم هلعا في المبنى الجنوبي لأورلي، مطار باريس الثاني بعد رواسي-شارل ديغول، وأدى إلى إجلاء نحو ثلاثة آلاف من الركاب واستنفار قوات الأمن وتعليق الرحلات مؤقتا. وشدد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند السبت على "تصميم الدولة على التحرك من دون كلل لمكافحة الإرهاب والدفاع عن امن مواطنينا وضمان حماية التراب" الوطني. وفي أورلي حيث علقت الرحلات الجوية تماما صباح السبت، أثار الهجوم حالة هلع وفوضى ولكن من دون سقوط إصابات. وقال سفيان سليم الذي يعمل في الخطوط الجوية المغربية وكان موجودا في الطابق الأرضي حين دوى إطلاق النار "ساد الهلع في كل مكان. الناس كانوا يركضون من كل الاتجاهات". واستؤنفت الملاحة الجوية تدريجا بعد الظهر. ز.أ.ب/ف.ي (أ ف ب، د ب أ، رويترز)