×
محافظة مكة المكرمة

تفتيش 468 منشأة في حملة «سلام الوقائية»

صورة الخبر

* أعجبني خبراً قرأته أخيراً عن رفض امرأة سعودية من سكان محافظة الأحساء بيع برقعها إلى سيّدة من جنسية أوروبية بمبلغ مالي كبير وصل إلى ألف يورو، أي بما يزيد على خمسة آلاف ريال سعودي، رغم أن قيمته في السوق لا تتجاوز عشرين ريالا؟! مبرر السيدة أم نورة، كما قالت في حديث خاص لـ(عكاظ) ليس لعدم وجود بديل لديها.. ولكن لشعورها بأنها تبيع هويتها. *** إنه شعور وطني جميل تحمله مواطنة معها أينما حلت أو ارتحلت، رغم أن الإغراء كان كبيراً، وخاصة مع توفر البديل الذي كانت يمكن أن تستعيض عنه إذا ما لبّت طلب المرأة الأوربية، حتى ولو كان هدف تلك المرأة.. ربما إجبارها على الكشف عن وجهها وإحراجها كي تثبت أن كل شيء قابل للبيع والشراء حتى "الهوية والالتزام"! وكان يمكن أن يكون الوقع أكبر لو أن السيدة أم نورة أهدتها البرقع البديل بلا مقابل. لكنه يبقى بلا شك تصرُّف سجّلت من خلاله نقطة إيجابية في إيصال رسالتها واضحة جلية. *** لا أدري لماذا، بعد قراءة موقف السيدة السعودية، قفز إلى ذهني المثل الشعبي الذي يقول: "أدعي على ولدي وأكره اللي يقول آمين" .. فهناك مواقف قد لا نتفق معها لبعضنا البعض داخلياً، وأنا لا أقصد هذا الموقف بالذات، ولكننا نجد أنفسنا ننحاز لها عندما نكون في الخارج. ولا أنسى شخصياً وخلال عضويتي في مجلس الشورى، وفي زيارة شاركت فيها في وفد من المجلس برئاسة رئيس مجلس الشورى –آنذاك- الشيخ محمد بن جبير -رحمه الله- إلى رومانيا، أنه وفي اجتماعنا مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الروماني أتاح الشيخ ابن جبير الفرصة فيها لغالبية زملائي في الوفد تقريباً وتردّد في إعطائي الكلمة، رغم رفع يدي طلباً للحديث مراراً وتكراراً، وكنت المتخصِّص الوحيد بين الأعضاء في السياسة والعلاقات الدولية، فلما تحدّثت أخيراً فوجئت بالشيخ ابن جبير يشد على يدي -بعد انتهاء اللقاء- وأسرّ لي أنه كان متحرِّج في السماح لي بالحديث تخوّفاً من مواقفي التي يعرفها في مناقشاتي في المجلس. *** ما قلته أعلاه لا يعني التغطية أو "الكمكمة" على الأخطاء في مجتمعنا، فمثل هذا لن يقود إلا إلى تفاقم الخطأ وتحوّله إلى خطيئة. وهذا الموقف، لا يُمثِّل في رأيي، ازدواجية في الموقف أو انفصام في الشخصية، أو نفاق ولكنه التزام يفرضه الموقف والمكان وقبول الشخص بالتكليف الذي منحه له ولي الأمر.. وإلا كان عليه أن يعتذر ويبقى في بيته دون أن يفرض عليه أحد أي موقف كان. وقد كنت في مجلس الشورى -ويشهد كثير من الزملاء- اتخذ مواقفي من منطلق التكليف الذي أولاه ولي الأمر لعضو المجلس بأن يكون ممثلاً للمواطنين في عرض مختلف القضايا دون مجاملة، أما في الخارج فأنا عضو في وفد نمثل جميعا الموقف الرسمي الموحد لبلادنا، علينا أن ننقله بكل قوة.. فأنا هنا لا أُمثِّل نفسي بل أُمثِّل دولتي. ويقع عليَّ أن أحرص على إظهار الوجه الجميل لبلادي، حتى لو استخدمت بعض المساحيق التجميلية. فمثل هذا هو نوع من التجمل الذي لا يصل إلى مرحلة الكذب والبهتان. * نافذة صغيرة: (أنا لا أكذب ولكني أتجمل).. إحسان عبدالقدوس. nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain