الوفاء .. بحر من المعاني لا توفيه حقه كل الأقلام هو إحساس يتدفق مع كل نبضة قلب مخلص.. الوفاء عزيمة وارتباط وانتماء وذوبان وانصهار كامل مع كل ذرة تراب..الوفاء هو رد الجميل لمن يُقدمون كل شيء في سبيل راحة المواطن وابن الأرض التي يعيش فوقها ويأكل من خيرها ويحمل اسمها.. الوفاء لولاة الأمر قادة بلادنا بلاد الحرمين الشريفين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك المُبارك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولى عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وحكومته الرشيدة حفظهم الله ورعاهم الذين لا يألون جُهداً ولا يدخرون وِسعاً في بناء إنسان هذا الوطن وتسخير كافة الإمكانات أمامه ليكون بذرة خير وعطاء يبنى ويساعد في بناء هذا الكيان المتين يحافظ على مقدراته ومكتسباته يبذُل الروح رخيصة لشموخ بلد الأمن والأمان وما قدموه ولاة الأمر وفقهم الله لِتكملة البناء والمضي قُدماً نحو آفاق أرحب حتى أصبحنا والحمد لله وطنا كبيرا عملاقا بكل ما تحمله هذه الكلمات من معنى، أصبحت المملكة العربية السعودية من الدول التي تُسابق الزمن في كل ميادين ومناحي الحياة ساهرة على عمارة الحرمين الشريفين بيوت الله، المشاعر المقدسة وهذه القفزات الوثّابة حتى أضحت مدنا عصرية بكل منشآتها وصُروحها الشامخة، خدمة ضيوف بيت الله الحرام، قائمة على شؤون الإسلام والمسلمين في كل أصقاع الدنيا في كل الظروف والأحوال ومساعدة الأشقاء والأصدقاء متى ما دعت الحاجة.... المملكة من الدول التي تأخذ بأسباب العِلم والتقنية المتطورة الحديثة، لهذا الكيان ثقل سياسي واقتصادي وإعلامي بين المنظومة العالمية وهذا بتوفيق من المولى عزّ وجل ثم بالجُهود المخلصة من قِبل قيادتنا الحكيمة وكل الرجال المخلصين.. الوفاء هو رِداء النقاء للنفس البشرية في بلد الخير رجال أوفياء قدّموا أعمالا جليلة وخيرية يبتغون إن شاء الله وجه الله فيها حتى لا تعلم شمالهم ماذا تـُنفق يمينهم، هم من رحم هذا الوطن ومن ثراه الطيب بنوا بيوتاً لله وأُلحق ببعضها مبانِ لتحفيظ كتاب الله العزيز وسكناً للقائمين على المسجد وحتى طلاب العِلم، دوراً للأيتام والأرامل والمطلقات، الفقراء، المعوزين، رعاية صحية في أماكن مخصصه لهم، الجدير ذكره في مواسم رمضان والحج تقدم أعمال خيرية كثيرة منجال هذا الوطن المحبين لِفعل الخير حيث تقدم وجبات غذائية على أعلى مواصفات وبأعداد كبيرة هذا فضل من الله وتوفيق منه عزّ وجل إنهم بحق يستحقون من المولى سبحانه وتعالى خير الجزاء على حُسن صَنيع ما قدموه لمجتمعهم ووطنهم.. الوفاء هو دَين في رِقاب المخلصين وديدنـُهم يردُه في كل لحظة عطاء وإبداع واجتهاد وذود عن كل ذرة تراب للوطن.. الوفاء هو القيم والمُثل والشكر لله عزّ وجل من قَبل ومن بعد الذي أنعم وأجزل العطاء وهذه النِعم التي لا تعد ولا تحصى قال الله تعالى: (وإذ تأذّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم)، بالشكر تدوم النِعم.. الوفاء لمن يموت من أجلك.. لمن يُعطيك الأمن والأمان.. لمن يوفر لك كل سُبل الرخاء والعيش الرغيد.. الوفاء هو الإخلاص المُطلق والحُب المتدفق والتفاني والعطاء وبذل كل غالٍ وثمين في سبيل ترجمة الأقوال والأفعال إلى واقِع ملموس. الوفاء للذين أحسنوا تربيتنا للوالدين من هو على قيد الحياة أسأل الله سُبحانه وتعالى أن يطيل ويُبارك في عُمره ويحسن عمله وأن يُمتعه بنعمة الصحة والعافية ويجزيه عنّا خير الجزاء ومن قَضى نَحبهُ أن يشمله المولى بواسع رحمته ورضوانه و أن يدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، الوالدان كانا السبب في وجودنا تكبدّا المشاق وعانا الكثير إلى أن أصبحنا والحمد لله رجالاً أسوياء.. فلهما مِنّا خالص الدُعاء بأن يجعل ذلك في موازين حسناتهما وأن يُبدل الله سيئاتهما حسنات وأن يجمعنا بهم عزّ وجل في الفردوس الأعلى وبصحبة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.