قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز عضو مجلس الشورى الدكتور صدقة فاضل إن المعارضة السورية التي وقفت إلى جانب ثورة الشعب السوري ضد الظلم والطغيان تحتاج إلى الدعم العسكري، كي تتمكن من الانتصار على نظام بشار الأسد الدموي والفاسد، الذي تسبب في مقتل 150 ألف سوري حتى الآن، وأصاب مئات الألوف وشرد ملايين السوريين داخل وخارج بلادهم، بينما العالم يقف متفرجًا على مأساتهم. وأضاف دكتور فاضل بأن استمرار المعارضة في المقاومة والقضاء على نظام الأسد الذي يرتكب المجازر الواحدة تلو الأخرى مرهون بتقديم الدعم لها وتسليحها بأسلحة نوعية تغير موازين القوى ميدانيًا، وأشار إلى أن الغرب بقيادة أمريكا لم يقدم هذا الدعم بحجة عدم توحد المعارضة والخلافات بين جماعاتها المسلحة المختلفة، بالإضافة لخوف القوى الغربية من وصول الأسلحة لأيدي جماعات المعارضة المتطرفة. وأكد دكتور فاضل أن الحل السياسي حاليًا غير ممكن، لأن النظام السوري متعنت بسبب حصوله على دعم عسكري كبير من روسيا وإيران وامتلاكه ترسانة من الأسلحة لا يوجد لدى المعارضة ما تواجهه بها، وأن تسليح المعارضة بأسلحة نوعية تغير من موازين القوى على الأرض وسترغم النظام السوري على الاستجابة للحل السياسي. من جهته قال رئيس قسم التاريخ في جامعة الملك سعود عضو مجلس الشورى دكتور عبدالله العسكر أن الموقف صعب جدًا في ظل خلاف القوى العظمى حول المسألة السورية، وأن من يدفع ثمن ذلك هو الشعب السوري الذي يتعرض للقتل والتشريد بشكل يومي منذ أكثر من 3 سنوات، مضيفًا أن هذا الوضع مرشح لمزيد من التعقيد وتحول سوريا إلى دولة فاشلة حتى لو لم يسقط النظام، أبرزها تقسيم سوريا الذي قد تشجع عليه بعض القوى الغربية، وهو الأمر الذي سيؤثر في البنية السياسية الإقليمية للشرق الوسط، والأمر الآخر هو تحول سوريا إلى حاضنة للإرهاب تحتضن أرضها جميع الجماعات الإرهابية من قاعدة وغيرها، وهو الأمر المثالي لهذه الجماعات، حيث تطل سوريا على البحر المتوسط وقريبة جغرافيًا من الدولة الأوروبية التي تكن لها القاعدة وغيرها من الجماعات المتشددة العداء، وقد تصبح سوريا منطلقًا لتنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا. ورأى دكتور العسكر أن لا مجال للحل السياسي في المستقبل المنظور، لأن النظام السوري الذي يتلقى دعمًا قويًا من روسيا وإيران وحزب الله والمنظمات الشيعية في العراق وغيرها من الدول، يراهن على تفتيت قوة المعارضة السورية التي لا تتلقى الدعم المناسب بالمقابل في الميدان من خلال دفعها لليأس. وأشار دكتور العسكر أن هناك أسبابًا غير «معلنة للغرب لعدم دعمه المعارضة السورية عسكريًا، منها استنزاف إيران ومن خلفها روسيا عسكريًا» وهو الأمر الذي «يأتي على حساب الشعب السوري» ، واستبعد دكتور العسكر الحل السياسي في المدى القريب نظرًا لأن ذلك لن يتم دون ضغط روسي - إيرني على نظام الأسد، مرجحًا أن يستمر القتال لفترة قد تطول. المزيد من الصور :