×
محافظة المنطقة الشرقية

ورشة لرفع إنتاجية مصانع الشرقية اليوم

صورة الخبر

سكان المناطق السنية بالعراق يشكون مما يعتبرونه تمييزا طائفيا ضدّهم من قبل الطبقة السياسية الشيعية الحاكمة.العرب  [نُشر في 2017/03/18، العدد: 10575، ص(3)] نصر عسكري.. لكن بأي ثمن الموصل (العراق) - شهدت معركة مدينة الموصل العراقية الجمعة المزيد من التقدّم مقتربة من هدفها النهائي المتمثّل في إنهاء وجود تنظيم داعش في آخر معقل كبير له بالعراق، فيما يظلّ الوضع الإنساني لسكان المدينة أحد أكبر مطاعن الحملة التي تجري بمساندة كبيرة من التحالف الدولي الذي تجاوز توفير الغطاء الجوي للقوات العراقية، إلى المشاركة عبر خبرائه في توجيه الأعمال القتالية وتحديد أهداف القصف وتنفيذه. وبالتوازي مع تقدّم الحملة ينصرف تفكير قسم هام من العراقيين لا سيما سكان الموصل، إلى مرحلة ما بعد التنظيم وسبل تجاوز الظروف السياسية والأخطاء الأمنية التي وفرت الأرضية له لاحتلال أجزاء واسعة من البلد. ويشكو سكان المناطق السنية بالعراق مما يعتبرونه تمييزا طائفيا ضدّهم من قبل الطبقة السياسية الشيعية الممسكة بزمام السلطة، معتبرين ذلك سببا مباشرا في تطرّف البعض وانضمامهم للمتشدّدين. ويطالب سكان محافظة نينوى بتسلّم زمام حفظ الأمن وإدارة مناطقهم بعد استعادتها من تنظيم داعش لتجنّب ما يمكن أن يحدث من صدام مع القوات القادمة من خارج المحافظة، خصوصا إذا تعلّق الأمر بميليشيات شيعية تقاتل تحت يافطة الحشد الشعبي. ودخلت القوات العراقية الحي القديم بمدينة الموصل والمنطقة المحيطة بجامع النوري ذي الرمزية العالية الذي أعلن زعيم داعش أبوبكر البغدادي من على منبره ما سماه “الخلافة الإسلامية”. وتواجه تلك القوات مقاومة عنيفة مع تراجع المتشددين إلى داخل الحي القديم، حيث من المتوقع أن يدور قتال متلاحم في الأزقة الضيقة وحول الجامع. وأطلقت طائرة هليكوبتر صواريخ وسمع دوي إطلاق نار كثيف وقذائف مورتر بينما دارت اشتباكات في أحياء قريبة من جامع النوري حيث لا تزال -إلى حدود مساء الجمعة- راية التنظيم مرفوعة على مئذنته.وقال متحدث عسكري إن الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع باتت تسيطر سيطرة كاملة على جامع الباشا وشارع العدالة وسوق باب السراي داخل الحي القديم. وتابع قائلا إن القوات تحاول عزل المنطقة من كافة الجوانب ثم بدء هجوم من جميع الجهات. وبعد مرور خمسة أشهر على بدء حملة استعادة الموصل آخر معقل كبير للدولة الإسلامية في البلاد استعادت القوات العراقية المدعومة من التحالف بقيادة الولايات المتحدة السيطرة على الشطر الشرقي من المدينة ونحو نصف الغربي الواقع على الضفة الأخرى من نهر دجلة. وستوجه خسارة الموصل ضربة قوية لداعش. وكانت المدينة معقلا للتنظيم المتشدد منذ أن أعلن البغدادي منها “دولة الخلافة” في يوليو 2014. وتحاول القوات العراقية محاصرة الحي القديم وقطع طريق للخروج منه لمنع مسلحي التنظيم من إرسال السيارات والشاحنات الملغومة التي تستهدف مواقع الجيش داخل المدينة. وفي وقت سابق اخترق انتحاري يقود جرافة صفوف القوات العراقية ودهس سيارات وحواجز قبل أن ينفذ تفجيرا دمر مركبات من بينها دبابات عراقية أميركية الصنع من طراز أبرامز. وقال متحدث باسم قوات الرد السريع “تمكنت جرافة ملغومة من الوصول إلى قواتنا قرب المتحف عبر الطرق الجانبية بالحي القديم وفقدنا دبابة أبرامز وثلاث عربات همفي وأربعة جنود”. ويفر السكان من الأحياء الغربية للموصل التي استعادت الحكومة السيطرة عليها وبينهم كثيرون يعانون من الجوع والصدمة. ويقول شهود إن الغذاء يقل والأمن هش حتى في المناطق المستعادة. غير أن أعدادا كبيرة من المدنيين لا تزال عالقة داخل الأحياء التي لم تدخلها القوات العراقية، ومعرّضة لمخاطر كبيرة بفعل ضراوة القتال والقصف الذي يصفه كثيرون بالعشوائي والكثيف من الطرفين.