×
محافظة مكة المكرمة

مكة: تفعيل إصدار الجواز السعودي في 5 فروع

صورة الخبر

مقاومة الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية أصبحت ضرورة في تونستؤكد الدراسات العلمية أن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، التي تتكون نتيجة للاستهلاك العشوائي لهذه العلاجات، العديد من المخاطر على صحة الإنسان. ودقت السلطات الرسمية التونسية ناقوس الخطر، إذ بينت المعطيات أن البلاد سجلت أرقاما قياسية في استهلاك المضادات الحيوية. ودعت العديد من الأطراف إلى ضرورة التوعية بالتقليل من تناول هذه الأدوية دون استشارة الأطباء أو الصيادلة، وفي المقابل تم التأكيد على ضرورة وضع خطة على المستوى الوطني لمقاومة هذه الظاهرة.العرب  [نُشر في 2017/03/18، العدد: 10575، ص(4)]كثرة المضادات الحيوية خطرة تونس - أكدت معطيات رسمية أن تونس سجلت رقما قياسيا في استعمال المضادات الحيوية، مما جعل السلطات تبحث عن وسائل لمكافحة هذه الظاهرة التي تشكل خطرا على صحة المواطن. وأعلنت إيناس فرادي، مديرة الصيدلة والدواء بوزارة الصحة، أنّ معدل استعمال المضادات الحيوية في تونس يمثل ضعف المعدل المسجل في فرنسا و4 أضعاف مقارنة بهولندا وهو ما أصبح يمثل خطرا على صحة الإنسان. وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت سابقا أنّ تونس تأتي ضمن قائمة بلدان العالم الأكثر استهلاكا للمضادات الحيوية مقارنة بعدد سكانها. وقالت نادية فنينة، مستشارة وزيرة الصحة المكلفة بملف الأدوية، إن تونس تستهلك سنويا ما لا يقل عن 250 مليون دينار من المضادات الحيوية، بينما تشير المعدلات المقبولة إلى ضرورة أن لا تتجاوز هذه القيمة 100 مليون دينار سنويا. وأشارت فنينة إلى ضرورة بذل مجهود إضافي لمزيد التوعية بالانعكاسات السلبية للاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية على مناعة الجسم. كما توجهت بدعوة إلى الأطباء والصيادلة للتقليص من وصف المضادات الحيوية، وفي المقابل توجيه المرضى نحو حلول علاجية أخرى تكون أكثر فاعلية وغير خطرة. وتناولت ورشة عمل نظمتها، الجمعة، وزارتا الصحة والفلاحة تحديد المحاور الأساسية المتعلقة بإعداد خطة وطنية لمكافحة المقاومة البكتيرية للمضادات الحيوية، وسبل مقاومة ظاهرة التداوي العشوائية في تونس. وصرّحت فرادي أنّ وزارة الصحة تشتغل على مقاومة هذه الظاهرة في اتجاه ترشيد استعمال المضادات الحيوية لأن استعمالها بطريقة عشوائية وغير منظمة من شانه أن يرفع من المقاومة البكتيرية، ما يجعل لاحقا المضادات الحيوية غير قادرة على مقاومة البكتيريا. وأكدت سميرة مرعي، وزيرة الصحة التونسية، خلال ورشة العمل التي تناولت مسألة مقاومة استعمال المضادات الحيوية، على ضرورة إقرار تشريعات تنظم عملية إسناد المضادات الحيوية للمريض، بهدف مقاومة ظاهرة التداوي الذاتي وما قد ينجرّ عنها من انعكاسات سلبية على صحة الإنسان والحيوان.سميرة مرعي: يجب وضع قوانين تنظم إسناد المضادات الحيوية لمقاومة التداوي الذاتي ولفتت مرعي إلى تفشي التداوي الذاتي من خلال استعمال المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب أو الحصول على وصفة طبية. وأكدت أن هذه الممارسات تتسبب في مقاومة بكتيرية تشكل خطرا على صحة الإنسان، باعتبار أنها تجعل المضادات الحيوية غير مجدية في مقاومة المرض. وأقرّت مرعي أن ظاهرة التداوي الذاتي ليست حكرا على تونس، بل هي ظاهرة عالمية، مما دفع المنظمة العالمية للصحة للتحذير من انتشارها. ودعت إلى الوقاية من تفشي استعمال هذا النوع من الأدوية بطريقة عشوائية، خاصة في ظل عدم توفر عدد هام من المضادات الحيوية الجديدة التي تستطيع مقاومة البكتيريا. وقالت إن الأرقام المتعلقة بمرض السل تُظهر أنه أصبح يقاوم المضادات الحيوية، معتبرة أنّ الأمر خطير لأنّ هذا المرض مُعد. وتبدأ أولى مظاهر ترشيد استعمال هذه المضادات الحيوية، حسب ما أكدته مرعي، بالتوعية بخطورة الحصول على هذه العلاجات دون وصفة طبية. كما شددت على ضرورة أن لا يمنح الصيدلي المضاد الحيوي للمريض الذي لا يستظهر بوصفة طبية تبين حاجته إلى هذا الدواء. ومن المنتظر أن تتوج الورشة، التي تم تنظيمها بالتعاون مع مكتب المنظمة العالمية للصحة بتونس وعدد من الأطباء والصيادلة والأطباء البياطرة وممثلي المجتمع المدني، بتركيز إستراتيجية وطنية أو خارطة طريق ترتكز أساسا على نشر الوعي وترشيد الاستعمال ومنح المضادات الحيوية فقط للمرضى الذين يحتاجون إليها. وأشار سمير الطيب، وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، أن المضادات الحيوانية يتم استعمالها في علاج الحيوانات من أجل مقاومة الأمراض التي تصيبها، وذلك من أجل ضمان سلامة الإنسان الذي يستهلك المنتجات الحيوانية، كالحليب واللحوم وغيرها. وأكد الطيب أن وزارة الفلاحة تمثل أحد العناصر المتدخلة بصفة مباشرة في إرساء الخطة الوطنية ضد استعمال المضادات الحيوية. وأضاف أن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الصحة العالمية الحيوانية بصدد مساعدة تونس على وضع خطة لمقاومة الاستخدام العشوائي لهذه الأنواع من الأدوية. وكانت دراسة أجريت ببريطانيا قد أكدت أن الاستخدام المكثف للمضادات الحيوية يشكل خطرا كبيرا على الصحة في العالم. وأوصت الدراسة بتقليل استخدام المضادات الحيوية في مجال إنتاج الثروة الحيوانية لأقصى الدرجات الممكنة. وتستخدم الكثير من الدول كميات من المضادات الحيوية للحيوان أكثر من الإنسان، حيث تستعمل الولايات المتحدة 70 بالمئة من المضادات الحيوية في مجال الثروة الحيوانية، مقابل 30 بالمئة للإنسان. وتزيد المعطيات العلمية من المخاوف من كون الإفراط في استخدام المضادات يسبب ارتفاع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية التي تهدد الحياة. وحذرت سميرة مرعي من خطورة بكتيريا المضادات الحيوية في الوسطين الحيواني والبشري، مع تأكيدها على أن الاستهلاك المفرط لهذه المضادات ودون استشارة ومراقبة الأطباء يمكن أن تسبب حالات وفاة.