الملفت في تكوين منظومة القيادات الجديدة أن تم اختيارهم من الشباب، بدءًا بمنصب ولي ولي العهد، وغالبية الوزراء, وثلة من أعضاء الشورى، والمجالس البلدية, والاستشاريين، ورؤساء الأقسام من الأطباء، والمحامين، وأعضاء الهيئات المختلفة بما فيها القضاء، والأمن، والشأن الاجتماعي، والإعلامي، والتعليمي، والممثليات الخارجية، والمندوبين للإدلاء، نساء ورجالا.. إنها بوتقة حية نشطة, وثابة, فاعلة, طموحة, متطلعة، وهذه مزايا العمر، لكنها في الوقت ذاته تبهرك بفكرها الواسع، ومعارفها المختلفة، ورؤيتها البعيدة, ونظرتها الفاحصة، وحضورها الذكي, ولا تثبطها عجلة الحماس, ولا يضيرها تسرعٌ الوقيد, بل يزيدها ألقًا هذا الذي نشهده بأمانة المنصف، وهي تسعى مع أعضاء المنظومة من ذوي الخبرة، المتمرسين في التجربة، المطلعين على القاع في بئر المسيرة، والملمين بكل قطرة ماء في دلو سقياها، وطحين رحاها معا لا تأخرًا، ولا تقصيرًا، هذه المنظومة تبدأ بقائد المسيرة رجل الحكمة «سلمان بن عبدالعزيز» حتى آخر جندي بُترت بالأمس قدمه, فحزن كثيرًا أنه لن يستطيع العودة للميدان!.. الشاهد على ما أقول ثلاث وقائع حديثة من أخبار الوطن، وما بين يديه شرقًا, وداخليًا، وغربًا, نشاهدها، ونسمعها, ونقرأها ونتفاعل معها.. أولها: الجولة الذكية لخادم الحرمين, إلى دول الشرق الكبرى، وما وراء هذا الرابط بينها، وبين الوطن من نتائج علاقات تشد كفوفها، وتوطد أسوارها، وتربط على أحزمتها. وثانيها: هذه الالتفاتة الواعية لولي العهد محمد بن نايف نحو الشارد ما كان, والوارد حيث يكون في شأن اليقظة في اليقظة, واليقظة في الغفلة, والصحو في المتاه، لتكون يد الأمن بكل عناصره, وخبرائه، وجنوده في أهبة السماع، والمبادرة، والتنفيذ.. وثالثها: هذه الزيارة الفاعلة لأمريكا لولي ولي العهد محمد بن سلمان لوضع النقاط على الحروف في أجندات بالغة الحيوية، وفي الأهمية لأمن المنطقة، واستثمار الصناعة، وجني التقنية. الشاهد الرئيس في هذا هو هذا الشاب محمد بن سلمان المبهر في ذكائه، وتوجهه، وملكاته, بل في كمية ما يسلط عليه ضوء أفكاره, ومنتهى جهده، وفريق عمله، خير مثال لهذه العناصر الشابة التي صُبت في عصب الفعل قياديا، واستشارة، وإشرافا، وتنفيذا، وممارسة.. بكل عناصر العمل، والطموح, بكل فئاتهم العمرية، ومعارفهم، وإنجازاتهم، في كل دائرة عمل، ومحيط عطاء لا شك ستتمخض هذه المرحلة بنتائج مثمرة في عملية الصياغات الجديدة للأفكار, والعادات، والسلوك، بل أسلوب الحياة, وقيمة العمل. وفق الله الجميع.