×
محافظة الرياض

رحالة يقطع 1300 كم وفاء لأبطال الوطن

صورة الخبر

شيخة الجابري يتحدث الكثير من الدول، اليوم، عن الطاقات الشابة وضرورة إعدادها للمستقبل لتكون قادرة على القيادة والإدارة والابتكار. ودولة الإمارات هي إحدى تلك الدول التي جعلت الشباب أحد اهتماماتها الدائمة، ودفعت بهم إلى المقدمة حتى تسلم بعضهم الوزارات، والدوائر والإدارات، وهذا مما يُثلج الصدور، ويُطمئن الجميع على مستقبل هذا الوطن الحبيب.وفي غمرة الاهتمام بوقود المستقبل، كما سميتهم في مقالي، يوم الجمعة الفائت، من المهم الالتفات إلى الطاقات الأخرى المهمة التي على أكتافها بُنيت الأوطان، وشُيّدت، ونمت وكبُرت، أولئك الذين أخلصوا في مهامهم من رجال ونساء، من المهم أن يُتخذوا اليوم قدوة للشباب، كي لا يتم إسقاطهم من فكرهم وأجنداتهم، فكل شاب ممن تدفع به القيادة للأمام، كان وراءه والد، هو في الأصل إحدى الخبرات التي يجب الاستفادة منها كي يتم تأسيس الشباب على قواعد صلبة، ويؤمنون في ذات الوقت بأهمية تلك الخبرات في بناء الدولة.ذات مرة حضرت فعالية ثقافية كبرى تحدث فيها شباب من القيادات التي يقومون اليوم على عديد من المؤسسات، منها الإعلامية، ومما دار في الحديث عن رؤاهم وفي قناعتهم، وهم أصحاب رأي، أنهم أسقطوا الآخر «الخبرة» كما اتهموا بعض المؤسسات الجامعية الوطنية بأنها لم تقدم لهم شيئاً وهم خريجوها، الأمر الذي حداني للتدخل ورفض هذا الرأي الذي لا يعترف بالآخر ولا بجهوده، وما قدّم لوطنه، فحصدتُ تصفيقاً حاراً من الحضور الذين ساءهم ما سمعوه ممن يعوّل عليهم الكثير مستقبلاً.ليست الأهمية في التصفيق، وإنما في تفكير أولئك الشباب الذين تخشى أن يتناسل منهم جيلٌ آخر لا يعترف بالقديم، وهو ليس قديماً وإنما خبرة ثقيلة، من المهم الرجوع إليها، والركون إلى تجاربها من أجل المستقبل الذي ننشُد، فأولئك الشباب، ومنهم الشابات ذوات الحضور الإعلامي اللافت عبر وسائل التواصل، يعتقدون أنهم مُنبتّون، ليست لهم جذور، وهذا أمر خطر، ويجب ألاّ يُكرّس في أذهانهم، وإلاّ اتجهت الأمور إلى طرق أخرى غير التي يُهيأون لها بشكل جاد، وملهم، وحري بالإعجاب.إن الكثير من المتقاعدين وغير المتقاعدين هم خبرات متراكمة، وكنوز بشريةٌ تعيش بيننا، فهل نسمعُ قريباً عن برنامج وطنيٍ يعيدهم إلينا، ويضع لهم أجندات مستقبلية كعقول مفكّرة، وسنواتٍ مكتنزة بالعلم والمعرفة والخبرة، ومن المهم الاستفادة منها في البناء أسوة بالشباب؟ أتمنى. Qasaed21@gmail.com