تلقى أهل الإعلام السينمائي في باريس دعوة إلى حضور سهرة في دار سينما «باتيه بوغرينيل» التي فتحت أبوابها حديثاً والمجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية، بهدف اكتشاف فيلم عنوانه «سورفين ستيفن» مصور في أسلوب جديد يفوق الأبعاد الثلاثية والأيماكس ولم يشهده الجمهور بعد في أي بلد، أي أن الحدث الباريسي طبقاً لما جاء فوق بطاقة الدعوة، كان بمثابة افتتاح عالمي في حضور مندوبة وزيرة الثقافة الفرنسية وشخصيات سينمائية وفنيّة. واحتشد النقاد أمام مدخل دار السينما المذكورة في اليوم الموعود، واستُقبلوا بحفاوة فوق السجاد الأحمر المفروش في بهو السينما وقُدِّمت المشروبات إليهم قبل أن يُطلب منهم التوجه إلى الصالة المرقمة «5» حيث وجدوا أنفسهم في صحبة نخبة من الفنانين المرموقين، إلا أن العرض لم يبدأ بل شاهد الجمهور وصلة استعراضية فكاهية قدمها ممثل ناشئ اسمه جيريمي أنجلييه معترفاً بأنه دبر المقلب بمساعدة وكالة متخصصة في تنظيم المناسبات الاستثنائية، وبهدف لفت انتباه أهل المهنة السينمائية إليه وحصوله في ما بعد على فرصة للعمل في حقل الفن السابع. وجاء رد الفعل الأولي تجاه الرجل في غاية السلبية وأراد البعض مغادرة القاعة لولا قدرة أنجلييه على إثارة ضحك الحضور في شكل فوري واستمراره على النمط نفسه ساعة كاملة، مستحقاً في النهاية التصفيق والتشجيع لجرأته وموهبته الغريبة الأطوار. وقال أنجلييه في ختام عرضه إن الزمن الحالي لا يرحم وإن المنافسة أكثر من ضارية، ولا بد لمن يطمع في الظهور من أن يبتكر حيلة تسمح باكتشافه. أما فيلم «سورفين ستيفن» فهو عبارة عن مجموعة لقطات قصيرة مرحة وغير مصورّة بطريقة عادية جداً. والسؤال المطروح الآن هو في شأن عثور جيريمي أنجلييه على فرص سينمائية حقيقية أم أن حيلته سوف تظل مجرد تسلية عاشها الحضور في تلك السهرة ونسيَها في صباح اليوم التالي. الأفلام السينمائية