بحقيبة صغيرة لا تضم سوى بعض الأشياء الشخصية ودفتر وقلم حبر، يتجول الرسام المصري محمد وهبة (30 سنة) في بلاده بهدف إعادة استكشاف ثقافة مصر المتنوعة ومعالمها الجغرافية، يتأمل التفاصيل في الشوارع ثم يدوّنها في دفتره غير معتمد على الكلمات كأداة تقليدية في «أدب الرحلات»، بل على الرسم. يعتبر الاعتماد على الذاكرة البصرية في التقاط الصور لرسمها أحد الأشكال العلمية لدرس الفنون الجميلة التي تعتمد على قوة الملاحظة. وقد تلقى وهبة تلك التقنيات الفنية في معهد دراسات هيئة التدريس الحرة للفنون الجميلة التي تخرج فيها عام 2011 لينطلق نحو الممارسات العملية، بداية عبر قصص مصورة كوميدية «كومكيس» شارك بها في مهرجانات عدة داخل مصر وخارجها (اليابان وروسيا وألمانيا). ويرجع تحول وهبة إلى أدب الرحلات إلى أحد المستشرقين، وعن ذلك يقول: «حضرت معرضاً لأحد المستشرقين في مصر قدم خلاله قصصاً مصورة عبر مجموعة من الدفاتر، من وقتها بدأت أتدرب على ذلك النوع». ويشير فنان الكوميكس المصري إلى نوع ياباني من تلك الرسوم يسمى «مانغا» بدأ به رسومه معتمداً على رصد الواقع المحيط ونقله في شكل سرد قصصي، واستقر عليه بعد رحلة طويلة من البحث عن فنون أدب الرحلات. خاض وهبة تجارب عدة في رسم بيئات مختلفة داخل المجتمع متجولاً بين مدن ذات عادات وتقاليد متباينة. وشغله على الدوام أسلوب «نقل ما التقطته ذاكرتي من صور في شكل قصص أدبية مصورة» أما «الآن فصار هدفي أن أكوّن سلسلة كبيرة من الكتب عن الرحلات».