×
محافظة الرياض

بعثة المنتخب تصل بانكوك

صورة الخبر

قدّم الكاتب الأميركي توم روغان، عدة نصائح في 5 نقاط للرئيس الأميركي دونالد ترامب فيما يتعلق بوجود قوات للبنتاغون في الأراضي السورية. وقال روغان في مقال له بمجلة الأميركية، الخميس 16 مارس/ أذار 2017، إن على ترامب أن يستغل وجود تلك القوات بالشرق الأوسط في بسط نفوذ واشنطن مرة أخرى بالمنطقة، بعد تنامي الدور الروسي على حسابها خلال الأعوام الأخيرة. وأوضح روغان أن نشر قوات مشاة البحرية الأميركية وقوات الجيش الخاصة بسوريا، مع المزيد من القوات التي يُرجَّح إرسالها في المستقبل القريب، يمثل تطوُّراً في الاستراتيجية الأميركية. وأشار إلى القوات البرية تمنح الولايات المتحدة أيضاً سيطرةً إقليمية قوية على شمال وسط سوريا. ولأنَّ طبيعة ترامب لا تزال مجهولةً بالنسبة للقادة الإقليميين، فلا يمكن لأحدهم توقُّع رد فعله حال وقع هجوم على القوات الأميركية، ولذلك فإنَّ نشر القوات الجديدة يمنحه سيطرةً أكبر على تطوُّرات الأوضاع في سوريا. وفند الباحث الأميركي نصائحه لترامب في 5 نقاط وهي: أولاً: يجب أن يُوضِّح ترامب أنَّ بشار الأسد لا مكان له في مستقبل سوريا، ويتعهَّد بأنَّ القوات الأميركية لن تغادر البلاد إلى أن يتنحّى الديكتاتور. واعتبر الباحث الأميركي أن هذا الأمر مهماً لسببٍ بسيط؛ وهو: "ما لم يرحل الأسد، فستستمر الجماعات السلفية الجهادية الموجودة في سوريا مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وتنظيم القاعدة، وأحرار الشام في جمع الأموال، والمُجنَّدين، ووسائل إحداث الفوضى. ولأنَّ الأسد أصدر الأوامر بالقتل الوحشي لمئات الآلاف من السُنّة، فإنَّه يُعَدُ أفضل أداة تجنيد لدى الجهاديين السُنّة. ولن تنهزم داعش حتى يرحل. وبطبيعة الحال، لن يُعجَب الروس بذلك. لكنَّه من المُستبعد جداً أيضاً أن يرضخوا لحلٍ أميركي تماماً. وفي ضوء تلك الحقيقة، على ترامب أن يُقدِّم ضماناتٍ بأنَّ الولايات المتحدة ستدعم استمرار العلاقات العسكرية والتجارية القائمة لبوتين مع أية حكومة سورية. وهذا ما يتطلبه الواقع الصعب الحالي في سوريا". وأما ما يتعلق بالطريقة الثانية التي يوصي بها روغان ترامب لزيادة نفوذ بلاده في المنطقة؛ فهي أن يحجّم ترامب، عبر وجود تلك القوات، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يعتبر روغان أنه يعادي الحكومة العراقية والمجموعات الكردية في شمال سوريا، الأمر الذي يعد مُزعزِعاً للاستقرار بدرجةٍ كبيرة، بحسب وصفه. واعتبر الباحث الأميركي أن الجنود الأميركيين الموجودين على الأرض يمثلون لترامب وسيلة لتهدئة الرئيس التركي. وأردوغان الذي اعتبر أنه أذكى من أن يدخل معركة لا يمكنه الفوز فيها. وثالثاً بحسب روغان، "يجب أن يستغل ترامب القوات الموجودة الآن تحت تصرُّفه لقطع خطوط اتصال داعش على طول مجرى نهر الفرات، والذي يفصل قوات التنظيم الموجودة غرب العراق عن قواته الموجودة في سوريا. ومن شأن مهمةٍ كتلك أن تُفقِد تنظيم داعش توازنه وتحبط معنوياته". وواضح أن هذا السبب، وبدرجةٍ أفضل حتى من المنظور الاستراتيجي، "سيقيِّد ذلك حرية حركة قادة داعش ومسؤولي عملياته، وينزع المصداقية عن إعلان التنظيم تأسيس خلافة أخرى في منطقة مجاورة، ويعزز الثقة والعلاقات مع القبائل السُنّيّة المُحاصرة التي تشغل المحافظات الحدودية على الجانبين". ورابعاً، أشار روغان إلى أنه "يجب أن يستفيد ترامب من رمزية القوات البرية الأميركية من أجل طلب نشر قواتٍ برية مُماثِلة من الأردنيين، والسعوديين، والإماراتيين. ولدى أولئك الحلفاء استعدادٌ بالفعل للعمل مع ترامب؛ بسبب موقفه المُتشدِّد تجاه إيران، والذي يرون أنَّه تطورٌ كبيرعن موقف أوباما المتساهل مع الجمهورية الإسلامية"، بحسب المجلة الأميركية. وأخيراً، نصح الباحث الأميركي ترامب بأن يستفيد من الظروف الأمنية التي أوجدتها عمليات نشر القوات الجديدة، وأن يرسل وزير الدفاع، جيمس ماتيس، إلى الخطوط الأمامية. وبرر روغان هذا الإجراء بأنه يظهر "أنَّ القادة الأميركيين رفيعي المستوى على استعدادٍ للمواجهة وجهاً لوجه مع العدو، بإمكان ترامب أن يتصدّى لمنظور الضعف هذا، وأن يُؤكِّد التزام أميركا بإنهاء الصراع. يتغذّى داعش على كذبة أنَّ الولايات المتحدة دولة جبانة، وهزيمتها محتومة. وبإرسال جيمس ماتيس، الرجل الذي يحظى باحترامٍ كبير من قِبَل الأصدقاء والأعداء على حدٍ سواء، ليراقب عاصمة التنظيم من كثب، سيُوضِح ترامب لحشود أبو بكر البغدادي أنَّ نهايتهم قريبة". واعتبر أن ترامب يجب عليه الاحتفاء بنشر قواته، ليس ببساطة لقدراتها التكتيكية؛ بل لقدرتها على تحقيق مستقبلٍ أكثر استقراراً لسوريا.