×
محافظة المنطقة الشرقية

صندوق الأمير سلطان لتنمية المرأة يدرب الفتيات في يوم المهنة

صورة الخبر

بقلم : هاني الظاهري كثيراً ما أتحدث مع الأصدقاء عن كوني من أبناء «الجيل المظلوم» في السعودية، فمن سبقونا بأعوام تمكَّنوا من الاستفادة من برامج ابتعاث الطلبة للدراسة في الخارج خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي، ومن لحقوا بنا استفادوا من برنامج البعثات الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. هكذا تعلق جلينا «المنحوس» في الوسط، فلا هو فاز مع الأولين، ولا حصد الشهادات العلمية من أعرق جامعات العالم مع المتأخرين. ثلاثة من إخوتي الأصغر سناً مبتعثون، أحدهم في أستراليا والآخرَان في الولايات المتحدة، على حساب وطنهم. شعور كبير بالاعتزاز ببلادهم وقيادتها يبعث ذلك فيهم، وهو ما لا يمكن أن يفهمه أعداء الحضارة، وأزلام تشويه كل المنجزات والبرامج الوطنية، من ذوي الميول «الإخوانية» الذين أوجعتهم الإجراءات المتخذة ضد تنظيمهم، فارتَدُوا البراقع كعادتهم متخفين بشعارات الدين والاحتساب، لتمرير ما يعتقدون بسذاجتهم أنه يسيء إلى البلاد والعباد، إذ تجسدت أخيراً عدائيتهم للوطن في الحملة الرخيصة على المبتعثين والمبتعثات من خلال وسائل «التواصل الاجتماعي». منذ أعوام وأعداء هذا الوطن يقتاتون على إثارة الدهماء في التشكيك في نوايا القائمين وأهدافهم على برنامج الابتعاث، لكن الحملة الأخيرة كشفت بزخمها أنها تشويهٌ منظم ومخطط له، وهو ما يعني أن قيادة التنظيم أطلقت صافرة الهجوم لأتباعها في التوقيت ذاته، فخرجوا يختلقون القصص التافهة من نوعية «حدثني أحدهم»، لرمي أبناء هذا الوطن في الخارج بالفجور والخنا وتلويث سمعة السعوديات العفيفات اللاتي قطعن آلاف الأميال لطلب العلم، وكل أحلامهن في كيفية خدمة وطنهن. أحد المرتزقة في «تويتر» يعلن لعشرات الآلاف من متابعيه أن مبتعثاً اتصل به هاتفياً ليخبره بأنه نجح في هتك عرض مبتعثة بموافقتها عبر استدراجها إلى شقته، والمؤسف حقاً أن يمر هذا الادعاء في شكل اعتيادي من دون أن يُسحب من أطلقه «من رقبته» إلى التحقيق والمحاكمة كما هو مُفترض، ليثبت ادعاءه أو يُجلد بتهمة قذف المبتعثات في شكل عام. مرتزق آخر ينصح السعوديين بعدم الزواج من أي فتاة التحقت ببرنامج الابتعاث بحجة أن بناتنا في الخارج أصبحن من زبونات الملاهي الليلية ويجرين جراحات ترقيع البكارة باستمرار. أي قذارة ولؤم وانحطاط وصل إليه هذا الأفَّاك، اعتماداً على لحيته المزيفة، وكيف تصمت عن طرحه الجهات المختصة؟ وهل أصبحت أعراض السعوديين الشرفاء سوراً قصيراً يقفز عليه كل مأجور؟ لن تتوقف عصابات «الإفك» على الابتعاث عن ممارساتها ودجلها ما لم تجد رد فعل حكومي بحجم المسؤولية، وهذا هو المنتظر والمتوقع لإنصاف أبنائنا وبناتنا، ولعله يكون قريباً. نقلا عن الحياة