كتبت صحيفة غارديان أن حكم محكمة العدل الأوروبية بتأييد حظر الحجاب في أماكن العمل علامة أخرى على هوس القارة بكيفية لباس المرأة المسلمة، وقالت إنه صيغ بطريقة لا تستهدف المرأة المسلمة مباشرة، ما أثار غضب مؤتمر الحاخامات الأوروبيين بأنه بعث رسالة واضحة مفادها أن المجتمعات الدينية لم تعد موضع ترحيب وأن العديد منها بما في ذلك السيخ سيتأثرون بالحكم. ورأت كاتبة المقال إيمان عمراني -صحفية بريطانية جزائرية- أن المسلمين هم التجمع الرئيسي المستهدف، ولهذا السبب كانت الجماعات اليمينية المتطرفة في مختلف أنحاء القارة سعيدة جدا بالحكم."ليس بالضرورة أن يكون المرء يمينيا متطرفا ليرحب بمنع اللباس المرئي لأي رمز سياسي أو فلسفي أو ديني لأن العديد من الليبراليين يعتقدون أيضا أن الدين ليس له مكان في المجتمع الغربي العلماني" وأردفت بأنه ليس بالضرورة أن يكون المرء يمينيا متطرفا ليرحب بمنع اللباس المميز لأي رمز سياسي أو فلسفي أو ديني، لأن العديد من الليبراليين يعتقدون أيضا أن الدين ليس له مكان في المجتمع الغربي العلماني. وأضافت أن الحجاب لا يدخل تماما في إطار كونه "رمزا دينيا". فهو بالنسبة لمن ترتديه جزء أساسي من طريقة حياتها ومرتبط بطريقة اختيارها لممارسة شعائرها وغير قابل للنقاش. ومن خلال السماح بحظر الحجاب تجيز أوروبا منع المرأة المسلمة من العمل. وقالت الكاتبة إن الهوية الدينية ليست شيئا تخفيه بالأماكن العامة وينبغي حماية الحجاب باعتباره حرية لأنه يمثل للكثير من النسوة جزءا لا يتجزأ من شخصيتها. وإذا أُجبرت المرأة المسلمة على الاختيار بين دينها والعمل في بيئة معادية لها فستختار ببساطة تجنب أماكن العمل تلك. وأضافت: في نهاية المطاف، بدلا من زيادة التكامل سيؤدي ذلك إلى انقسامات أعمق في المجتمع حيث ستفضل المرأة المسلمة البقاء في الأماكن التي تشعر فيها بالأمان، وبالتالي يقل التكامل وتزداد الانعزالية ومشاعر الاستياء. وختمت الصحيفة بأن اليمين المتطرف، والآن المحاكم الأوروبية، ربما يكونوا قد نجحوا في تحويل الحجاب إلى شيء يتجاوز كونه رمزا دينيا ليصبح أيضا رمزا للمقاومة.