بغداد: حمزة مصطفى نفى رئيس مجلس أبناء العراق محمد الهايس أن يكون مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام «داعش» هم من قاموا بإعادة فتح المياه من سدة النعيمية على نهر الفرات قرب الفلوجة من تلقاء أنفسهم، بعد يومين من غلق مياه نهر وانخفاض مناسيبه باتجاه محافظات الوسط والجنوب. وقال الهايس، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما حصل بالتحديد هو أن القوات العسكرية العراقية ومن يساندونها من أبناء العشائر قاموا وبإشراف مباشر من قبل قائد القوات البرية الفريق علي غيدان بمحاصرة مسلحي (داعش) الذين سيطروا على سدة النعيمية وأغلقوها، الأمر الذي أدى بهم إلى إعادة فتح السدة وتدفق المياه». وأضاف أن «هؤلاء المسلحين الإرهابيين أدركوا بعد غلق أبواب السدة، وهو ما أدى إلى ارتفاع مناسيب المياه خلف السدة وباتجاه القرى المحيطة بالفلوجة، أنهم في حال استمروا في ذلك فسوف تتم محاصرتهم مرتين.. مرة من قبل القوات العسكرية ومرة أخرى من المياه نفسها في حال فكروا في الانسحاب لأنهم سيواجهون الغرق، مما اضطرهم إلى فتح المياه». وردا على سؤال عما إذا كان هدف المسلحين هو إغراق المناطق المحيطة بالفلوجة لشل حركة القطعات العسكرية وفتح جبهة جديدة أو قطع المياه عن الوسط والجنوب، وهو ما يعطي صبغة طائفية للمواجهة، قال الهايس إن «هدف داعش هو الاثنان معا، فإنهم من ناحية أرادوا فعلا إغراق مناطق محيطة بالفلوجة ولكن مباغتة الجيش لهم أسقطت هذه الخطة، ومن الناحية الثانية أرادوا قطع المياه عن محافظات الوسط والجنوب لكي تأخذ حربهم بعدها الطائفي الأكثر وضوحا هذه المرة». وبشأن ما إذا كانت سدة النعيمية التي أصبحت ذات أهمية بالغة ستؤمن ضد أعمال ممالة مستقبلا، قال الهايس «لقد وضعت الجهات المسؤولة خطة محكمة للسيطرة على السدة وكل المنافذ الحيوية التي يمكن أن يستفيد منها الإرهابيون ويتخذونها منطلقا للتلاعب بمصير البلاد». وكان وزير الموارد المائية مهند السعدي أعلن عن فتح البوابات الأربع في سدة الفلوجة أمس. وحذر السعدي في بيان له «من أن استمرار سيطرة المسلحين على سدة الفلوجة وناظم صدر القناة الموحدة وتخريب أكتاف القناة سيؤدي إلى نتائج سلبية تؤثر على واردات المياه بالمحافظات الوسطى والجنوبية». وأضاف أن «الأمر يتطلب السيطرة الكاملة على السدة وتشغيلها من قبل المختصين في وزارة الموارد المائية». بدوره، أدان رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي العمل الذي قامت به «داعش». وقال بيان لمكتب النجيفي أمس «تلقى شعبنا باستهجان شديد نبأ هيمنة بعض الجماعات الإرهابية المسلحة على حوض وسدة الثرثار، وقيامها بقطع المياه عن المحافظات الوسطى والجنوبية من جهة وتعريضها المناطق المحاذية للسد لمخاطر فيضان يودي بالأراضي الزراعية والمناطق السكانية». وأضاف النجيفي «إننا إذ نستهجن هذا العمل الموجه ضد أبناء الشعب العراقي جميعا وندينه بشدة، وإذ ندعو أهلنا في الأنبار العزيزة إلى التصدي لهذه المحاولة التخريبية الهدامة ومقاومة كل عمل إرهابي جبان يستهدف وحدة شعبنا وأمنه واستقراره وسلامه، نجدد رفضنا للأعمال الشنيعة التي تقترف بحق أهلنا في الفلوجة تحت غطاء محاربة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين، وندعو إلى الكف عن إلحاق مزيد من الأذى بهم وإلى توخي الأساليب المهنية القانونية في ملاحقة من يثبت تورطه في أعمال إرهابية». في سياق ذلك، أكد حامد المطلك، عضو البرلمان من ائتلاف الوطنية عن محافظة الأنبار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما حصل يؤكد ضعف الحكومة وفشلها في تأمين حياة الناس واستقرارهم وقوتهم». وأضاف المطلك أن «الحكومة الآن تدين مثل الآخرين هذا الفعل، بينما مسؤوليتها تأمين الحماية لهم من العصابات والإرهابيين والميليشيات، لأننا ننظر إلى أن الإرهاب واحد بصرف النظر عن تعدد مصادره». من جهته، دعا التحالف الوطني الشيعي العراقيين إلى رص الصفوف والوقوف إلى جانب القوات العسكرية في حربها ضد الإرهاب لمواجهة الأخطار التي تهدد حياة الناس. وقال بيان لمكتب إبراهيم الجعفري، رئيس التحالف الوطني، إن «الهيئة السياسية للتحالف الوطني عقدت اجتماعا دوريا برئاسة إبراهيم الجعفري، وبحضور رئيس الوزراء نوري المالكي، ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي»، وإنه «جرت خلال اللقاء مناقشة الوضع السياسي والأمني في البلاد بعد تقديم رئيس الوزراء تقريرا مفصلا عن الوضع العسكري والأمني وسيطرة القوة الأمنية على الأرض، إضافة إلى الدعم اللوجيستي، والتسليح المقدّم إليها». وأضاف البيان أن «المجتمعين بحثوا التخريب الإرهابي والجريمة اللاإنسانية التي طالت الشعب العراقي من خلال قطع المياه في نهر الفرات، وعدها المجتمعون محاولة لتمزيق وحدة الصف الوطني، وإثارة النعرات الطائفية»، داعين «أطياف ومكونات الشعب كافة إلى رص الصفوف والوقوف إلى جانب القوات العسكرية في حربها ضد الإرهاب لمواجهة الأخطار التي تهدّد حياة الناس، وأمنهم». من ناحية ثانية، أعلنت السلطات العراقية مقتل 44 من عناصر «داعش» في عمليتين عسكريتين خلال الساعات الـ24 الماضية. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن قوة من «الفرقة 17 نصبت كمينا لمجموعة من عناصر (داعش) كانت تحاول الهجوم على ثكنة عسكرية في منطقة دويليبة الواقعة في جنوب بغداد، وتمكنت من قتل جميع أفراد المجموعة المكونة من 25 عنصرا». وكانت قوات الجيش قتلت في المنطقة ذاتها أربعين عنصرا الأسبوع الماضي خلال هجوم على وحدة عسكرية حاولوا الاستيلاء عليها. وفي الفلوجة، قال الناطق نفسه إن «قوة فرقة التدخل السريع وبإسناد القوة الجوية والمدفعية، تمكنت من توجيه ضربة لمقرين لتنظيم (داعش)، مما أسفر عن مقتل 19 منهم وإصابة 27 آخرين». وأكد المتحدث باسم الداخلية أن «القصف استهدف المقرين أثناء اجتماع حضره كبار قيادات داعش في الفلوجة، وأسفر كذلك عن تدمير خمس عجلات إضافة إلى تدمير مخبأ كبير للعبوات الناسفة والأسلحة».