أشعار جلال الدين الرومي على أنغام الروك“لقاء الروح مع الله”، هكذا وصف أحمد محسن توزار الموسيقى التي يقدّمها، معتبرا أن أعماله الغنائية نوع من العبادة، وهي خروج عن القوالب التقليدية التي يصوغها رجال الدين للموسيقى الإسلامية وسعي نحو تبليغ رسالة الإسلام بأسلوب عالمي منفتح.العرب [نُشر في 2017/03/15، العدد: 10572، ص(12)]إمام الروك أنطاليا (تركيا)- يثير أحمد محسن توزار، الداعية والمنشد التركي الذي ذاع صيته في السنوات الأخيرة، الكثير من الجدل في الأوساط التركية والعالمية. مردّ هذا الجدل الذي يمتزج بالإعجاب عند البعض والاستهجان عند البعض الآخر، النمط الموسيقي الفريد الذي يقدّمه توزار. يمزج هذا المنشد التركي في أغانيه بين الأشعار الصوفية والأناشيد الدينية وموسيقى الروك الصاخبة، والتي تعرف بأنها موسيقى “عبدة الشيطان”. تقول جريدة زمان التركية إن حكاية توزار، الذي كان مؤذنا في مسجد السلطان أحمد التاريخي الشهير في مدينة إسطنبول عام 1999، انطلقت منذ عام 2013 على إثر حفل غنائي، فتحت على إثره إدارة الشؤون الدينية التركية المسؤولة عن تعيين الأئمة تحقيقا للنظر في ما إذا كان ما يقدمه الإمام التركي الشاب يتناقض مع الإسلام ومع عمله كإمام أم لا. وبعد ثمانية أشهر من التحقيق والدراسة، حسمت السلطات الدينية في تركيا في أمر الإمام حيث أقرت أن “الإسلام والروك لا يتعارضان”، واستنادا إلى ذلك سمحت لتوزار بمواصلة عمله في الإرشاد الديني إلى جانب غناء الروك. وكوّن توزار فرقة روك للأغاني الدينية أسماها “في روك”، وأصدرت ألبوما به 10 مقطوعات موسيقية من بينها أغنية “تعال إلى المولى” التي صورها فيديو كليب، لاقى رواجا على موقع يوتيوب. وأبدى “إمام الروك” سعادته بالقرار، معتبرا أن السلطات الدينية أثبتت للعالم كله أن الإسلام دين اعتدال، ولا يقوم على تحريم الأشياء الجميلة. وقال “أريد أن أثبت أنه يمكن أن أكون مسلما، وأستمع إلى موسيقى الروك وفي الوقت نفسه متماشيا مع كل ما هو جديد”. لكن، هذه السعادة لم تدم طويلا، حيث فصل توزار من إمامة الجامع. ونقلت عنه جريدة زمان التركية قوله إن “رئاسة الشؤون الدينية لم تفهمني. أنا تولّيت مهمة الجانب الروحي من الدين وهي غرس حب الدين في العالم. ولا أرى أن مهنتي تشكّل عقبة”.الإمام توزار يفتتح حفلاته بالآذان لينطلق بعد ذلك في تأدية أناشيد دينية وأشعار صوفية على أنغام موسيقى الروك أحيا أحمد محسن توزار حفلا فنيا في نيويورك، ألقى خلاله عددا من القصائد الدينية مزج فيه موسيقى الروك بالموسيقى الصوفية. وغالبا ما يفتتح توزار حفلاته، التي بلغ عددها حتى اللحظة 8 حفلات، خمسة منها في تركيا وثلاثة خارجها، بالآذان والتكبير لينطلق بعدها في تأدية أناشيد دينية وصوفية، ومنها أغنية “طلع البدر علينا” على أنغام موسيقى الروك. وإثر حفل نيويورك، أعرب توزار عن سعادته أنه تمكّن من تقديم فنه أمام جمهور مختلف يتكوّن من غير المسلمين، كما أنه تمكّن من أن يطلعهم على القصائد الدينية الإسلامية، وإسماعهم الأذان وسور من القرآن الكريم. وتقدّم إمام الروك في شهر السادس من فبراير 2017، بطلب إلى السلطات الدينية التركية يلتمس فيه السماح له بإقامة حفل في البرتغال. أجرت دوها ديتوري، وهي صحيفة يومية تلاقي رواجا واسعا في كوسوفو، حوارا مع توزار، وأشارت إلى أن ما يقدّمه توزار يشكّل أول نمط موسيقي في العالم يجمّع بين موسيقى الروك والصوفية. وأشارت الصحيفة إلى أن توزار يختلف عن باقي الأئمة الأتراك في عدة نقاط منها مظهره حيث يرتدي الجينز، وله شعر طويل ويركب موتورات كاواساكي. ويعتبر توزار الوحيد، من بين حوالي 100 ألف إمام في تركيا، الذي تزوج من إمرأة مسيحية، وكان ذلك في عام 1999. وزوجته هي وانا مارا، وهي من المهاجرات الرومانيات، حافظت في بداية الزواج على ديانتها وكانت ترتاد الكنيسة الأرثودكسية، إلا أنها تحوّلت بعد ذلك إلى الإسلام. وأكد إمام الروك التركي أنه تلقى ردود أفعال متفاوتة خلال المرحلة الأولى من أعماله الموسيقية بسبب مظهره الخارجي مفيدا أنّ أسلوبه وشعره الطويل دفع البعض لتجنبه غير أنهم بدأوا بعد ذلك باستيعاب أهدافه. وقال في تصريحاته الصحافية “لقد تلقيت الكثير من الرسائل الداعمة والإيجابية من المسلمين غير المحافظين، والكماليين”. وذكر أنه يعمل على إقناع المجتمع بأن الإسلام عالمي ولا يخضع إلى القيود التي يحاول أن يخنقه بها رجال الدين.