سلطت الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس وقال إنها جزء من برنامج قرصنة سري لوكالة المخابرات المركزية، الضوء على الأدوات التي يمكنها تحويل معدات مجهزة بكاميرات وميكروفون، إلى وسائل للتنصت على مستخدميها. إذ يوجد حالياً في التلفزيونات الذكية والسيارات، أجهزة كمبيوتر وميكروفونات، مثبتة على متنها، تستطيع الربط بالهواتف الذكية، وبأجهزة الكمبيوتر المحمولة، المجهزة منذ عشر سنوات بميكروفونات وكاميرات كمعدات قياسية. لم يكن مفاجئاً بالنسبة للأوساط المعنية بالشؤون الأمنية لجوء وكالة الاستخبارات المركزية إلى تطوير أدوات لتسخيرها كمراكز تنصت. تشمل وثائق ويكيليكس المسربة تفاصيل عن برنامج Weeping Angel (الملاك الباكي) الذي أعدته وكالات الاستخبارات الأميركية والبريطانية، للاستيلاء على تلفزيونات سامسونغ الذكية المجهزة بميكروفونات، وإجبارها على تسجيل المحادثات في الوقت الذي يبدو فيه الجهاز متوقفاً عن التشغيل. ما العمل في هذه الحالة؟ ينصح حسب ما جاء في تقرير نشرته صحيفة Daily Mail بتحديث جميع أنظمة التشغيل التي تستخدمها والحصول على أفضلها، وعدم فتح أي رابط أو مرفقات البريد الإلكتروني ما لم تتأكد من مصدرها. ولضمان عدم تمكن أي جهاز من الأجهزة المتصلة من التجسس عليك، افصلها عن جميع الشبكات، واقطع الاتصال بالإنترنت وانزع البطاريات، إذا كان ذلك ممكناً. س: هل قلق المستخدمين من خطورة هذه الأجهزة المتصلة بالإنترنت مبرر، وإلى أي مدى قلقهم مبرر؟ من المهم الإشارة قبل كل شيء أن أدوات القرصنة المذكورة في الوثائق المسربة لا تشمل على ما يبدو وسائل المراقبة الجماعية، ومن ثم، فالخطورة ليست مؤكدة كما لو أن تلفزيونات الجميع أو أجهزتهم ذات التقنية العالية مهددة بالاختراق. قال مات بلايز، عالم الكمبيوتر في جامعة بنسلفانيا “ليس غريباً، بل قد يكون الأمر مطمئناً إلى حد ما، أن تستهدف هذه الأدوات، على ما يبدو، أجهزة أشخاص معينين فحسب من خلال التلاعب ببرامج أجهزتهم والتحايل عليها، عكس استخدام أدوات تفك تشفير المحتوى المتنقل عبر الإنترنت”. يبدو أن هذه الاختراقات تقتصر على الهجمات المستهدفة، مثل جمع نقرات المفاتيح أو تفعيل خفي لميكروفون جهاز تلفزيون سامسونغ، في وقت يبدو فيه الجهاز غير مشغل. في الواقع، تخص العديد من أدوات الاختراق الموصوفة في الوثائق، عملية التسليم عبر “أجهزة قابلة للإزالة.” س: بعد التلاعب بالأجهزة والتحايل على برامج التشغيل، من الضروري ربطها بشبكة الإنترنت ليتسنى تبادل المعلومات الاستخبارية التي يجمعها الجواسيس، ماذا يمكننا فعله لوقف ذلك؟ ج: القليل جداً، إذا كنتَ تريد الاستمتاع بفوائد الجهاز وعدم التضحية بها. قال روبرت لي، وهو مسؤول سابق معني بالحرب الإلكترونية في الولايات المتحدة والرئيس التنفيذي لشركة الأمن السيبراني دراغوس إن “كل جهاز يمكن تفعيله عن طريق الصوت، ويتميز بوظيفة التحكم بالصوت والإنترنت، يكون عرضة لهذا النوع من الهجمات”. ويشمل ذلك أجهزة التلفاز الذكية وأجهزة المعلومات المتحكم بها عن طريق الصوت مثل جهاز أمازون إيكو الذي يمكنه قراءة الأخبار، ولعب الموسيقى، وإغلاق باب المرآب والتحكم في منظم الحرارة. وقد أدرج جهاز أمازون إيكو كشاهد محتمل في قضية قتل في الأركنساس. لضمان عدم التجسس عليك من قبل أجهزتك المتصلة بالإنترنت، ينصح فصلها من جميع الشبكات وخاصة الإنترنت وإزالة البطاريات، إذا كان ذلك ممكناً، وربما من الأفضل عدم شراء مثل هذه الأجهزة أصلاً خاصة إذا لم تكن بحاجة إلى ميزات الشبكات، وعدم تأكدك من قدرة الشركة المصنعة على توفير الضمانات الكافية بخصوص أمن هذه الأجهزة. اكتشف خبراء الأمن العديد من العيوب في أجهزة -مثل الدمى التي تشتغل بواسطة الواي فاي– التي تحوي في داخلها ميكروفونات وكاميرات. بدأت في الآونة الأخيرة استخدام WhatsApp و Signal على هاتفي الذكي للاتصال بالصوت والنص، نظراً لمستواهما القوي في مجال التشفير. س: هل يمكن للاختراقات المذكورة في وثائق ويكيليكس تفكيكها؟ ج: كلا، لكن تستطيع هذه البرامج المصممة لاختراق نظام التشغيل على هاتفك الذكي أندرويد، والآي فون، والآي باد أو الكمبيوتر الذي يعمل بنظام رسائلك أو التنصت على المحادثات على الجهاز المتلاعب به نفسه، رغم تشفير الاتصالات أثناء العملية. قال بلايز “الأنباء السيئة هي أن منصة الاختراق قوية جداً، أما الخبر السار هو، لا بد أن تكون مستهدفاً لكي تقرأ رسائلك.” وأشار بلايز وخبراء آخرون، أنه من شبه المستحيل التحصين بشكل موثوق ضد عدو على مستوى دولة، علما أن وكالة المخابرات المركزية بدأت زرع الميكروفونات منذ فترة طويلة جداً حتى قبل عهد التشبيك وترابط الناس بين بعضهم البعض. كيف يتم اختراق التلفزيون؟ قال موقع ويكيليكس أنه اكتشف وجود مشروع معروف باسم Weeping Angel قامت وكالات الاستخبارات الأميركية والبريطانية من خلاله بتطوير طرق للاستيلاء على تلفزيونات سامسونغ الذكية المجهزة بميكروفونات، وإجبارهم على تسجيل المحادثات عندما يبدو هذا الجهاز غير مشغل. وأشار خبراء منذ فترة طويلة أن التلفزيونات الذكية وغيرها من الأجهزة المتصلة بالإنترنت يمكن اختراقها لمراقبة الهدف. وقال موقع ويكيليكس في بيان له: “جرى الهجوم ضد تلفزيونات سامسونغ الذكية بالتعاون مع جهازي MI5 / BTSS البريطانيين. بعد النفاذ إلى هذه الأجهزة، يضع برنامج Weeping Angel التلفزيون المستهدف في وضع “إغلاق زائف”، لإيهام صاحب الجهاز بأنَّ التلفزيون قد أُغلِق. في وضع “إغلاق زائف”، يعمل التلفزيون كفيروس يسجل المحادثات التي تجري في الغرف ويرسلها عبر الإنترنت إلى سيرفر (خادم) سري لوكالة المخابرات المركزية.” س: لست هدفاً رفيع المستوى بالنسبة لوكالات الاستخبارات، لكنني مع ذلك، أريد أن أحمي نفسي، كيف يمكنني ذلك؟ ج: قد يبدو الأمر مملاً، لكنه حيوي: تأكد من تجهيز جميع أنظمة التشغيل بأفضل وأحدث البرامج، ولا تقم بفتح أي روابط أو مرفقات البريد الإلكتروني ما لم تكن متأكداً من أنها آمنة. لا شك ستوجد دائماً برامج اختراق تفلت من مراقبة شركات برامج مكافحة الفيروسات إلى أن يحدث الضرر ويفوت الأوان. ويعرف هذه البرامج باسم اختراقات “صفر يوم” نظراً لانعدام وسائل كفيلة بالتصدي لها، ولا يملك الضحايا الوقت اللازم لمواجهتها. تقوم وكالة المخابرات المركزية، ووكالة الأمن القومي، والكثير من وكالات الاستخبارات الأخرى باقتناء مثل هذه البرامج لغرض القرصنة وتطويرها، لكن مثل هذه البرامج جد مكلفة، ولا يقدر معظم المستخدمين على تحمل تكاليفها.