يتزعمه أبو بكر البغدادي، ظهر في أبريل عام 2013 وقدم نفسه على أنه نتيجة اندماج بين «دولة العراق الإسلامية» و«جبهة النصرة» السورية، إلا أن الأخيرة رفضت الاندماج، مما تسبب في معارك بين الطرفين، كان أعنفها أوائل عام 2014 عندما شن «داعش» معارك عنيفة على جبهات عدة ضد فصائل المعارضة السورية و«النصرة» والتنظيمات الكردية، أدت إلى توسع نفوذه في الشرق، وسيطرته على معظم المناطق الشرقية، بما فيها الرقة ودير الزور وأجزاء واسعة من أرياف حلب وحماة وحمص، إضافة إلى آبار النفط في تلك المحافظات، ومن ثم سيطر على مناطق واسعة داخل الأراضي العراقية، ليعلن «الخلافة» في 29 يونيو عام 2014. اتخذ «داعش» من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام مقارا له وكان منطلقا لعملياته العسكرية والأمنية، وبدأ يلعب دور الشرطي المقيم لشرع الله في تلك المناطق وشرع بمحاولة كسب الناس وإرضائهم لتوسيع قاعدته الشعبية، ثم أقام دورات دينية في مساجد عدة واهتم بالأعمال الخدمية وعمل على تأمين المواد التموينية وتوفير احتياجات الناس، وتحكّم بشكل كامل في عمل الأفران وسيطر على صوامع الحبوب وعمل على السيطرة أيضاً على كل ماهو قابل لكسب المال. استمر تدفق المقاتلين الأجانب عبر الحدود السورية وانضمامهم لهذا التنظيم حتى مطلع عام 2014، مشكّلين النواة الأساسية لنشوء «داعش» وتمدده في الكثير من المناطق السورية والعراقية، وبدأ التنظيم هجومه على فصائل المعارضة، ونشبت حرب كبيرة قتل على أثرها المئات في صفوف الطرفين، أفضت في النهاية إلى سيطرة «داعش» على مدينة الرقة وريفها، واتخذ التنظيم من المدينة منطلقا لعملياته العسكرية وتوسع في شكل كبير وسيطر على مدن كبيرة كمنبج والباب ومسكنة، وبلغ أطراف مدينة اعزاز شمال حلب وأعلن قيام مايسمى «دولة الخلافة» في منتصف عام 2014. ونظرا لتوسعه وانتشار نفوذه بشكل واسع، كان لابد لـ «داعش» من مصدر تمويل يؤمن له استمراريته، فكانت الوجهة مدينة دير الزور العائمة على بحيرات من النفط، فخاض التنظيم معارك شرسة في تلك المدينة وارتكب الكثير من الجرائم الشنيعة، كان أفظعها ماحدث لعشيرة الشعيطات، التي قتل منها مايقارب 1700 شخص في أكبر مجزرة يرتكبها التنظيم في سوريا، انتهت بسيطرته على المناطق النفطية والتحكم بأكبر مصادر التمويل في هذا البلد. اتخذ «داعش» من دير الزور والمدن التي سيطر عليها منطلقا لجلب المال عبر استخراج النفط وبيعه بأسعار زهيدة وتجارة الآثار وفرض الضرائب على الأهالي، واستطاع التنظيم من خلالها كسب مصدر تمويل هائل، مكّنه من تأمين اقتصاد فائض عن حاجته، أسهم في جذب الكثير من الأفراد الطامعين بالمال من سوريا وخارجها، وساعده على القيام بتأسيس شبكة عالمية مهامها تنفيذ عمليات انتحارية واغتيالات في الكثير من دول العالم. في منتصف عام 2015 وبعد إعلان التحالف الدولي الحرب على هذا التنظيم، بدأ انحساره، وخسر الكثير من المناطق في سوريا، أهمها عين العرب (كوباني) الحسكة ومنبج وسهل دابق ومدينة الباب، ويجري التحضير لعملية الرقة الفاصلة. لايؤمن التنظيم بالمنظومة الدولية، ولايعترف بأحد سواه، ويدعو الجميع إلى مبايعته، وشن مئات العمليات الانتحارية في الدول الغربية والإقليمية، ويعتبر جميع خصومه كفارا – حسب زعمه – ويجب قتلهم، واتخذ التنظيم من القتل أداة للترويع وبث الرعب، وتفنن في أساليب ذبح وتصفية خصومه بطرق شنيعة جعلت منه رمزاً للإجرام في العصر الحديث.