تنقلات كثيرة في سنوات قليلة جعلت الشاب البرازيلي فرانسيسكو سواريس الشهير بـ"تيكينيو" يلعب في سبعة أندية برازيلية بين الدرجات الأدنى الكروية هناك خلال أربعة سنوات فقط قبل أن يأتي له الغيث بالإعارة من فريقه البرازيلي سينترو باريبانو إلى ناسيونال ماديرا البرتغالي. كرة القدم كانت هي المأوى الذي لجأ إليه تيكينيو في صغره للتخلص من أعباء الحياة الفقيرة التي تم فرضها عليه في صغره من مساعدة والده الذي كان عامل بناء ووالدته بائعة الثلج في مدينة ناتال التي انتقلوا إليها بعد أن ولد في سوسا بإقليم باريبا. لم تكن البدايات جيدة في الحياة الجديدة بالبرتغال فلم يسجل اللاعب الذي وصل إليها في يناير 2015 حتى جاء دربي ماديرا بين ناسيونال وماريتيمو والذي شهد أول أهداف اللاعب البرازيلي قبل أن يسجل هدفا آخر خلال تلك الموسم. مد ناسيونال إعارة تيكينيو لموسم آخر لمحنه المزيد من الوقت لإثبات قدراته فنجح في موسمه الثاني بشكل أفضل، سجل 14 هدفا في 35 مباراة ليخطفه فيتوريا جيماريش في صيف 2016 الماضي. حاجة بورتو للتعاقد مع مهاجم بديلا لهدافه البرتغالي أندري سيلفا كانت ملحة، وأنظار الفريق اتجهت إلى المفاجئة البرازيلية في الدوري البرتغالي تيكينيو الذي سجل في النصف الأول سبعة أهداف لفريقه. ستة ملايين يورو كانت كفيلة للعملاق البرتغالي لإقناع جيماريش للتخلي عن مهاجمهم الذي تعاقدوا معه منذ أشهر قليلة مقابل نصف مليون يورو، وكعادة الفرق البرتغالية قرر بورتو تأمين عقد المهاجم بشرط جزائي هو 40 مليون يورو. من الصعب أن تشاهد موهبة تنفجر متأخرا والأصعب أن تكون تلك الموهبة برازيلية كانت مدفونة ومخفية في ظلام الدرجات الأدنى هناك ولكن تيكينيو هو الحالة الخاصة التي نجحت في الوصول متأخرا إلى الأراضي البرتغالية والتأقلم سريعا قبل أن تسجل اسمها وسط الكبار. مسيرة تألق تيكينيو استمرت مع بورتو بل وانفجرت، سجل تسعة أهداف في ست مباريات فقط مع الفريق في الدوري البرتغالي منهم هدفان في أول مباراة له بقميص الفريق أمام سبورتينج لشبونة أحد المنافسين المباشرين على اللقب في الدوري المحلي. أدى ذلك إلى وضعه في مقارنة مع برازيلي أخر انفجر في بورتو وهو "هالك" الذي يلعب في الصين حاليا نظرا لتشابه نشأة الثنائي في باريبا البرازيلية. تيكينيو علق على هذا قائلا "لقد سمعت بتلك المقارنة ولكن يجب عليك أن تبقى متواضعا ومؤمنا بنفسك لتجاوز كل العقبات التي تواجهك ولتستغل كل الفرص المتاحة أمامك". ولعب تيكينيو لأول مرة منذ أسبوعين أمام يوفنتوس مباراته الأوروبية الأولى، وأمامه فرصة جديدة لافتتاح أهدافه الأوروبية عندما يواجه السيدة العجوز مرة أخرى في لقاء العودة، وربما قيادة فريقه لتحقيق مفاجأة والعودة بالنتيجة. ويبقى المهاجم والهداف البرازيلي تحت أعين مدرب منتخب بلاده تيتي الذي يبحث في أوروبا حاليا عن المهاجم الذي سيخلف مكان جابريل خيسوس مهاجم مانشستر سيتي المصاب في تشكيلة السيليساو. حلم كبير لصاحب الـ26 عاما لم يكن يتوقع أن يتحقق له قريبا ولكنه أصبح أقرب من أي وقت مضى.