قال أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين، خلال الحوار المفتوح الذي عقد اليوم مع الطلاب والطالبات والأكاديميين والمثقفين في جامعة الملك عبدالعزيز، ضمن أنشطة مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال ، أن المملكة العربية السعودية حققت ما لم تحققه دولة أخرى من قبل وأنها تفرّدت بسمات لم تتوفر في غيرها ، وأول تلك الشواهد أن الدولة والمجتمع الأول أسسا دولة سعودية أولى وزالت ودولة ثانية زالت، وثالثة وما تزال “. وأضاف: ” السابقة التاريخية الثانية، أنها الدولة التي قامت بأول وحدة ناجحة في القرن العشرين في الوطن العربي، مستدركًا: صحيح أن هناك الكثير ممن تحدث عن الوحدة وصفق لها، لكن من حقق الوحدة فعلاً هي المملكة العربية السعودية ” . وتابع: السابقة الثالثة التي انفردت بها المملكة العربية السعودية هي أنها الأولى التي قامت على التوحيد، ودستورها القرآن والسنة، ورايتها كلمة التوحيد “لا إله إلا الله محمد رسول الله والإسلام شريعتها ” . واردف: ” إن النقطة الرابعة التي لم يتطرق إليها أحد من قبل أنها أول دولة عربية تُعلن وتؤكد عروبتها في اسمها، فسمّت نفسها المملكة العربية السعودية، وخامساً أنها الدولة الوحيدة في الوطن العربي الذي اتفق عليها وضدها الشرق والغرب بأنظمتها الرأسمالية والدينية واللادينية، والشيوعية والإلحادية، اتفقت جميعاً على مهاجمتها لتتخلى عن هذا المسار ولكنها رفضت وصمدت ونجحت، وهذا ما جعلني أقول وبكل فخر واعتزاز “ارفع رأسك أنت سعودي ” . وقال: “شاركت إمارة المنطقة بمبادرات ثقافية وفكرية مثل ثقافة الأمل والتفاؤل في مواجهة الإحباط، وثقافة احترام النظام، وثقافة منهج الاعتدال السعودي الذى هو محور لقائنا اليوم، وهو كذلك الركيزة التي انطلق منها مشروع وشعار هذا العام “كيف نكون قدوة”, وأود أن أركز على نقطة واحدة ونؤكد عليها, وأرجو من هذه الجامعة أن تحتفظ بحقوقي الفكرية في هذه النقطة التي لم يتطرق إليها أحد من قبل وهي: “التفرد السعودي”، الفريد من نوعه في هذا العصر وفي هذا البلد”. وفي إجابة لأمير منطقة مكة المكرمة على تعريف الاعتدال، أكد أن المقصود به الاعتدال الذي بدأت به المملكة منذ نشأتها حتى اليوم، وقيامها على التوحيد، والإسلام دستورًا ومنهجًا وشرعاً، وأضاف: “يشرفنا أن نتعامل مع الجميع على أساس الإسلام، وليس كما ظهر مؤخراً لما يسمى بالإسلام السياسي الذي لا يمت للإسلام بشيء وليس له أسس ولا مبادئ ولا أخلاق بل هو تشويه لصورة المسلمين ويظلم الإسلام.”. وأشار الأمير خالد الفيصل إلى أن مواجهة الفكر المتطرف لا تتأتى إلا بتحصين الشباب من التطرف بكل أشكاله، فالإرهاب اليميني واليساري يجتاحان العالم ولا بد من الوقوف في وجههما، فالأول يدعو للتطرف والثاني يدعو للانحلال والتحلل. وأكد أمير منطقة مكة المكرمة على أهمية الدور الذي يقع على عاتق الشباب لتعزيز مفهوم الاعتدال وأن يتمثّل الجميع بشعار العام الذي أطلقته الإمارة تحت عنوان “كيف نكون قدوة؟” وأن نبدأ بأنفسنا لتحقيق ذلك، لافتاً سموه إلى أهمية نقل الاعتدال من المحلية إلى العالمية. وعن أهم هدف استراتيجي لمركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال، قال الأمير خالد الفيصل: “إن أهم هدف أن نكون قدوة للعالم ولغيرنا لأن الله أنعم على هذه البلاد بالإسلام ثم الأمن والاستقرار، وبقيادة تطبق شرع الله في كل مناحي الحياة، فما بينها وبين الناس هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ونعمة تطبيق الشريعة في أنظمتنا العدلية، ويكفي أن حبانا الله بأن القرآن بلغتنا، وأن آخر رسول ونبي قدم رسالة الإسلام من هذه البقعة، وأن أول بيت وضع للناس على هذه الأرض “. وبالنسبة للمنهج الذي سيتبعه مركز الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال في ظل الثورة المعلوماتية حول العالم، ذكر أمير منطقة مكة المكرمة: “نعيش اليوم في زمن متسارع في متغيراته، فما كان يستغرق عشرات السنين ليحدث أصبح يحدث سريعاً، والبحوث والدراسات أصبحت تصدر منتجات عالمية واختراعات مذهلة، لذا يجب أن نحث الخطى لنلحق بالركب والتقدم “. وفي إجابة عن طرق تسخير وسائل التواصل الاجتماعي في منهج الاعتدال رد سموه بالقول: “هم يعيشون الحياة ونحن نعيش العالم الافتراضي “. ولفت أمير منطقة مكة المكرمة إلى أهمية تغيير الصورة النمطية التي ألصقت بالمجتمع بشكل مبالغ فيه عن التطرف، منوهًا إلى أنهم قلة، فيما المعتدلين كُثر، لكن تلك القلة أثرت على المجتمع، ويجب أن نواجه التطرف الديني واللاديني اللذين يشجعان بعضهما على الوجود، بأن نخرج عن حالة الصمت التي نعيشها قائلاً سموه: “يجب ألا نصمت “. وفي معرض إجابته على مداخلة عن دور المملكة في مكافحة التطرف والإرهاب، وتعزيز قيم الاعتدال والانتماء الوطني لدى أفراد المجتمع، قّدم الأمير خالد الفيصل شكرة وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، مؤكدًا أنه يستحق التكريم من الداخل والخارج لجهوده في مكافحة الإرهاب والتطرف، مثمنًا الدور الكبير لجميع رجال الأمن في المملكة على وجه العموم وفي منطقة مكة المكرمة على وجه الخصوص. وشدد الأمير خالد الفيصل على أن دور المجتمع في التصدي للإرهاب مهم ولن يأتي ذلك إلا بالتحلي بالأخلاق الإسلامية، مضيفاً: ” لو فعلنا ذلك لكنا كما أراد الله لنا بأن نكون خير أمة أخرجت للناس لنقود العالم بالمُثل والأخلاق العليا “. وأبدى أمير منطقة مكة المكرمة استعداد المركز مع كافة المراكز الأخرى في المملكة للإسهام لما فيه خير وخدمة مجتمع المملكة العربية السعودية، مؤكداً أن المركز سيسخر كل وسيلة حديثة لنشر مفهوم الاعتدال، وسيطرق كل الأبواب لنشر مشروع وثقافة الاعتدال في المجتمع. وفي نهاية الحوار قدّم أمير منطقة مكة المكرمة شكره للحضور وتسلّم من مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن اليوبي ، قلادة الاعتدال .