تصاعدت المواجهة بين الأصوليين والرئيس الإيراني حسن روحاني الذي يستعد لخوض معركة تجديد ولايته، في انتخابات الرئاسة المرتقبة في 19 أيار (مايو) المقبل. ويسعى الأصوليون إلى الاتفاق على مرشّح يستطيع منافسة روحاني الذي يواجه انتقادات تحمّله مسؤولية المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها إيران. وكان 80 نائباً أصولياً وجّهوا رسالة إلى روحاني، تتهمه بالحؤول دون تنفيذ توجيهات المرشد علي خامنئي، إذ ورد فيها: «لمرات وفي شكل صريح في مناسبات عدة، كانت هناك مواجهة كلامية وعملانية مع توصيات المرشد». ورأت أوساط إصلاحية في الرسالة محاولة لإبراز حالة غير واقعية من خلاف بين الرئيس والمرشد. ونفى إسحق جهانكيري، النائب الأول لروحاني، أن يكون الرئيس أو الحكومة يتحدّيان توجيهات المرشد وتوصياته، مؤكداً أن العلاقات بين الجانبين في أفضل حالاتها، وزاد: «تعتقد الحكومة أن مواجهة التحديات ليست ممكنة إلا من خلال التوجّه الوطني والتزام التوصيات والتوجيهات التي يدعو إليها المرشد». وقال إن «دموعاً تتجمّع في عينيه» عندما يسمع أن الحكومة أو الرئيس يحولان دون تنفيذ توصيات المرشد، مشدداً على أن لا سبيل آخر سوى التنسيق معه من أجل تسوية المشكلات. وتابع: «كل التيارات السياسية وجميع المسؤولين والقوات المسلحة معنيون بالعمل معاً من اجل تجاوز المشكلات التي تعاني منها البلاد». واتهمت أوساط إصلاحية أنصار الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بإثارة هذه الملفات قبل الانتخابات، سعياً إلى هزيمة منافسيهم في الاقتراع. وأشارت إلى «تخريب» مارسه المرجع المتشدد محمد تقي مصباح يزدي في حق روحاني خلال السنوات الأربع الماضية، إضافة إلى «تخريب متعمد» يمارسه السكرتير السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي إزاء الحكومة، بعد فشله في التوصل إلى تسوية للملف النووي الإيراني، عندما قاد المفاوضات مع الغرب في هذا الصدد. تزامن ذلك مع تفاعل اتهام 40 اقتصادياً من التيار المحافظ، الحكومة بالاعتماد على فريق اقتصادي يسعى إلى تنفيذ برنامج «الليبرالية الرأسمالية» في المجتمع الإيراني في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، معتبرين في رسالة أن ذلك أدى إلى «تفاقم ركود اقتصادي وتعطيل الأعمال الحرة وتعريض المصانع وورش العمل للإفلاس». ونفت مصادر مقرّبة من هؤلاء الاقتصاديين، وكان بينهم محسن رضائي، سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام، والنائب السابق أحمد توكلي، أن تكون الرسالة مرتبطة بأجواء انتخابات الرئاسة. لكن مصادر أخرى ترى أن توقيت الرسالة لا يتحمّل إلا أن تكون مرتبطة بهذه الأجواء. في غضون ذلك، كُثِفت مشاورات لدعوة سادن الروضة الرضوية في مدينة مشهد إبراهيم رئيسي إلى خوض معركة الرئاسة، ليكون المرشّح الذي تلتفّ حوله كل الأجنحة الأصولية في الانتخابات. لكن حسام الدين آشنا، مستشار روحاني، نبّه إلى أن الزجّ باسم رئيسي الذي يحظى برمزية خاصة لدى الإيرانيين، باعتباره سادن مرقد الإمام الرضا، في معركة انتخابية غير مضمونة، لا يخدم المؤسسة الدينية في إيران. وأشار النائب بهروز نعمتي، المحسوب على تيار رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني، إلى أن شخصيات أجمعت على هزيمة روحاني في الانتخابات، مستدركاً أن «الله معنا»، ومؤكداً أن روحاني سيكون الرئيس المقبل لإيران.