*كانت الحركة الصهيونية منذ إنشاء الكيان الإسرائيلي تعتمد على دعمحزب العمّال البريطاني، واستطاع اللُّوبي اليهودي في بريطانيا اختراق كوادر الحزب لصالح طروحاته الدينية والسياسية، ولكن صعود اليسار بزعامة مايكل فووت « Foot» في الثمانينيات الميلادية أفقد ذلك اللُّوبي حضوره القوي داخلالحزب، وهذا ما دفعه إلى التحوّل إلى حزب المحافظين، ووجد ما يتطلّع إليه من حضور وقوّة، وتحديدًا في شخصية رئيسة الوزراء مارجريت تاتشر « MargaretThatcher »، والتي لم تُخفِ يوماً إعجابها بالدّيانة اليهودية وحاخاماتها، وكانت تجد في شخصية اليهودي الملتزم في حزبها؛ كيث جوزيف «KeithJoseph » مرجعية دينية وفكرية هامة، واختارت لأهم الوزارات، مثل: المالية، والداخلية، والعمل، شخصيات يهودية، وكان بعضهم أعضاءً في جمعية الصداقة الإسرائيلية البريطانية داخل الحزب.*وعاد شيء من الزخم للعلاقة الإسرائيلية –البريطانية بعد سقوط حكومة «بلير - براون» لصالح المحافظ دايفيد كميرون، وانتخب العمّال زعيمًا للحزب من جذور يهودية شرقية، وهو إيد مليباند «EdMiliband »، ولكن هذا الأخير خسر الانتخابات لصالح كميرون أيضًا، وكان ينظر إليه داخل اللُّوبي اليهودي بأنّه د.إزرائيلي D.israeli، والذي كان رئيسًا للوزراء في عهد الملكة فكتوريا، ويعد اليهودي الوحيد الذي رأس حكومة بريطانية.* بعدما خسر مليباند الانتخابات الأخيرة، رشّح الحزب اليساري جيرمي كوربين « JeremyCorbyn »، وكان ترشيحه كردة فعل لحقبة «بلير»، الذي أدخل بريطانيا في حرب خاسرة ضد البلد العربي العراق، تحت تأثير جورج بوش الابن، وكلاهما كان مناصرًا لإسرائيل. ومنذ ترشيح «كوربين» لزعامة الحزب واللُّوبي الصهيوني لا يكفّ عن اتهام «كوربين» وأنصاره بتهمة عداء السامية؛ لأنه عبّر عن تعاطفه مع الفلسطينيين وقضيّتهم وحقوقهم المسلوبة، واتهم«كوربين» بأنّه الابن الرّوحي للزعيم الراحل «فووت». وقد نجح هذا اللُّوبي اليهودي في تجييش بعض الأصوات للدعوة إلى انتخابات ثانية لزعامة الحزب، وعلى الرغم من ذلك التجييش فإن «كوربين» فاز بزعامة الحزب ثانية، وبعدد أكبر من الأصوات، وأخيرًا خسر «كوربين » الانتخابات الفرعية في منطقة «Copeland» ، والتي تعتبر مقعدًا عمّاليًا منذ1935م. وعاد اللُّوبي الصهيوني من جديد للدعوة إلى تغيير زعامة الحزب، مع أنّ هذا اللّوبي وجد نصيرًا قويًّا في حزب المحافظين، وهي رئيسة الوزراء تيريزا ماي « TherasaMay » .وعلى الآخرين أن يتعلّموا من أعدائهم وسائل وطرق اللّوبي لصالح قضيّة ظالمة.