نظمت دار الباهي للمزادات، مساء أمس مزادا للفن الإسلامي والاستشراقي بمقرها الكائن بكتارا. وطرحت دار الباهي للمزادات 142 قطعة فنية يرجع تاريخها إلى العصور الإسلامية، تتوزع ما بين نسخ نادرة من مخطوطات قرآنية، ومرايا وخزانات مطعمة بالصدف وعظم السلحفاة من الفترة العثمانية، وطاولات ذات طابع هندسي إسلامي تنتمي للقرن الـ19، وعدد من المشغولات الخشبية، وسبح من الكهرمان والمستكة تعود للعصر العثماني، ومزهريات مذهبة بزخارف إسلامية، وسيوف وبنادق ترجع إلى القرن الـ18، وعدد من التماثيل والتحف الفنية، ولوحات ذات طابع إسلامي وعربي. وانطلق المزاد الذي تابعه حضور كبير بالمزايدة على شهادة الحج بطباعة قديمة بطريقة الليثوجراف، وعليها شجرة نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- وعلى جانبيها من اليمين المدينة المنورة (المسجد النبوي) وعلى يسارها الكعبة المشرفة، فضلاً عن شهادة توثيق لرحلة الحج وللكعبة ومناظر لأماكن مقدسة أخرى ومكتوبة بخط الحاجة (كناية بنت أحمد) بتفويض من جدتها «مريم بنت يوسف» مسجلة عام 1382 مع توقيع الشهود بالإضافة إلى آيات قرآنية في الأعلى. واستعانت الباهي للمزادات بالخبير في إدارة المزادات العالمية، الهولندي جوب أوبونز، بعدما كان قد أدار المزاد الأول، البريطاني إدوارد رايسينج. وقال السيد أشرف أبوعيسى من دار الباهي للمزادات في تصريح لـ «العرب»: إن هذا المزاد هو السادس في تاريخ دار الباهي منذ تأسيسها العام الماضي، والثاني المتخصص في الفن الإسلامي والاستشراقي، معرباً عن سعادته بالإقبال على المزاد سواء بعين المكان أو عن طريق شبكة الإنترنت العنكبوتية، حيث بلغ عدد المسجلين (أونلاين) 100 مزايد، بالإضافة إلى المتابعة عن طريق الهاتف. وأوضح أبوعيسى أن الباهي من خلال هذه المزادات التي تقيمها بين الفينة والأخرى، تسعى إلى ترسيخ ثقافة المزادات، كاشفاً أن ما يميز المزاد الحالي هو وجود مخطوطات جديدة لم تكن متوفرة من قبل وهي نادرة جدا، بالإضافة إلى أسلحة قديمة مطلوبة بكثرة وذات نوعية عالية ونادرة، ثم شهادة الحج الأصلية، حيث كان الحاج في السابق عندما يؤدي شعيرة الحج يتم إعطاؤه هذه الشهادة. وكشف أشرف أبوعيسى أن التفكير منصب لتثبيت هذا المزاد في هذا التاريخ؛ حيث يتزامن مع مؤتمر الإبداع الفني لأجل الغد، حيث إن الباهي من رعاة هذا المؤتمر العالمي. وتنظم الباهي اليوم مزادا للسجاد والبسط ذات الطابع الشرقي وهو الثاني بدوره، حيث تتطلع دار الباهي للمزادات لترسيخ ثقافة المزاد في قطر والخليج والمنطقة العربية والآسيوية. إبراهيم الفخرو: خطوة ثقافية جيدة على مستوى البلد قال المهندس إبراهيم الفخرو، المعروف بمقتنياته الإسلامية النادرة: إن هذا المزاد ممتاز وأفضل ما رآه في الدول العربية بتنظيم عالمي وبمستواه العالي وأسعاره الجيدة. وأضاف: المزاد خطوة ثقافية جيدة على مستوى البلد، كما أن معظم القطع التي رأيناها تم بيعها، في حين أن بعض المزادات لا يتم بيع معظم القطع المعروضة، ما يدل على أن المزاد ناجح. أيوب بوعلي: مشاركة قوية في المزاد بالهاتف والإنترنت قال السيد أيوب بوعلي، مسؤول العلاقات العامة بدار الباهي للمزادات: إن هذا المزاد عرف انطلاقة قوية، ويسير بوتيرة جيدة، حيث يشارك المزايدون سواء من داخل الدار بتواجدهم الفعلي أو «أونلاين»، مشيراً أن المشاركة الخارجية عن طريق الهاتف والإنترنت تعرف ضغطا كبيرا، حيث المشاركة من شتى بقاع العالم. وأوضح أيوب بوعلي، أنه مباشرة بعد انتهاء هذا المزاد، يتم الشروع الفوري للاستعداد لمعرض السجاد والبسط ذات الطابع الشرقي. وأخبر مسؤول العلاقات العامة بالباهي أن مزاد اليوم سيعرف تقديم قرابة 45 سجادة معظمها من بلاد فارس التي تشتهر بجودة السجاد خصوصاً تبريز وقم.;