لم يكن غريباً على ملك الإصلاح الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن يتجاهل وضعه الصحي من أجل الوطن والأمن القومي، ويقابل الرئيس الأمريكي أوباما وهو يضع جهاز التنفس الصناعي؛ فهو الحاكم الذي لا يمنعه من أداء واجبه أي ظرف حتى لو كان عارضاً صحياً. ولم يكن غريباً أيضاً التوتر الذي أصاب الشارع السعودي بعد أن انتشرت الصور؛ إذ قامت حملة من الدعوات والابتهالات لله - عز وجل - والدعوات الصادقة للوالد الغالي الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وبعيداً عن الديباجات الجاهزة والعبارات المنمقة تظل علاقتنا نحن المواطنين بوالدنا وملكنا مميزة ومثار دهشة لملايين الأصدقاء والأعداء. إنه زمن عبدالله بن عبدالعزيز، زمن الإصلاح ومكافحة الفساد والحوار. لا ينكر غير جاحد أن زمن خادم الحرمين الشريفين هو زمن الإصلاح ومحاولة تلافي الأخطاء وصنع وطن حضاري رغم كل الصعوبات والمعوقات التي تواجهها المنطقة بأكملها وليس بلادنا. المضي قدماً في بناء وطن متحضر خال من الفساد ليس بالسهولة التي نتصورها، وليس بالسنين التي نعدها. إنها صعوبة تكابدها جميع دول العالم وليس بلادنا. نحن نريد وطننا من أوطان العالم الأول، وهذا حق من حقوقنا. وطننا يحتاج إلى ألا نستعجله فيما نريد منه، وهذا حق من حقوقه. كل وطن نحو التحضر والمساواة يحتاج إلى زمن أكثر، وتسامح أكثر، وتعقل أكثر .. وكل ملك صالح يحتاج لدعوة حب صادقة، وبطانة عدل متيقنة أن العدل هو أساس الملك، وهو ما يعرفه الجميع عن عبدالله بن عبدالعزيز والكثير من بطانته الصالحة - أراهم الله الحق حقاً ورزقهم اتباعه. الوطن هو قاربنا نحو الحياة، وعلينا أن نتكاتف معه ضد غدر البحر الهائج، البحر المليء بالمفاجآت غير السارة. إن ما يحدث في الجوار درسٌ مجاني لأهمية تكاتفنا من أجل عبور قارب الوطن لبحر المرحلة وظروفها. الأولويات يأتي على رأسها الأمن والاحترام والكرامة والاحتفال مع الوطن بسلامة الوالد الغالي.