يحيل (الكتاب رؤية وتحول) شعار معرض الرياض للكتاب في دورته الحالية، إلى فاعلية الثقافة ودورها الأساس في التحولات التنموية للوطن، منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز – رحمه الله – الذي عمل منذ أن استتب له الأمر في حكم البلاد على ترسيخ بنيتها السياسية والثقافية، فاستعان في بداية الأمر بالمطبعة الميرية التي كانت من بقايا العهد العثماني، فغير مسماها إلى (مطبعة أم القرى) وأضافت الحكومة إليها عددا من المطابع الصغيرة في محاولة لتفعيل دورها في الوفاء بطباعة جريدة أم القرى، التي صدرت مع بداية العهد السعودي اعتبارا من 15 جمادى الأولى عام 1343 هـ ( 1924). المطبعة رمز للتحول في السنوات العشر الأخيرة التي عزز فيها معرض الرياض الدولي للكتاب فرضية تحولات السوق وإمكان تحويل المنتج الثقافي إلى سلعة تلعب دورا محوريا في البعد الاقتصادي للمجتمعات، متقاطعة مع أدوار وسائل الميديا في تطوراتها، كان الناشر المحلي جزءا حيويا شارك بفعالية في حدوث هذا التحول، وتأسست دور نشر لشبان هم أصلا أبناء شرعيون للمشهد الثقافي، الذي يتصل بالخطوات الأولى لتأسيس صناعة نشر الكتاب منذ عام 1346هـ، حين بدأ التفكير الحكومي، طبقا لأستاذ المكتبات والمعلوماتية الدكتور عباس طاشكندي، يتجه نحو ترقية هذا الفن، ففي عام 1347 استقدمت حكومة جلالة الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ مهندسا وعمالا فنيين في صف الحروف، وزودتهم بالأدوات اللازمة لهذا القسم، وأوكلت إليهم تعليم عدد من أبناء البلاد، ومن ذلك العام تغيرت الطرق القديمة لصف الحروف بالطرق الحديثة. وخصصت وزارة المالية ميزانية تصرف على كل من يريد تعلم هذا الفن بمطبعة أم القرى.