×
محافظة المدينة المنورة

قرارات مجلس الوزراء ليوم الإثنين

صورة الخبر

يرى الأكاديمي والمختص في المناهج وتقنيات الاتصال الدكتور بادي بن خلف الشكرة أن "المعلم المُلقّن في منظومة تعليمنا واقع لا بد أن نُقر به, ويمثل انعكاسًا لفلسفة ناشئة ومتأصلة، تستمد قوتها من الموروث الاجتماعي تارة، وما ينسب للمعتقد تارة أخرى، باعتبار تبني المنبر الخطابي لأسلوب التلقين". وحول تصريح وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى الذي أثار الجدل بسبب انتقاده لبعض المعلمين وقوله "إن المدارس أصبحت تفتقر إلى المعلمين الحقيقيين، وتعتمد العملية التعليمية فيها على التلقين"، قال الشكرة "لعل إشارة وزير التعليم بوضوح حول هذا النهج الفلسفي الممارس في واقعنا نتيجة فهمنا الثابت منذ عهد (الكتاتيب) إلى الآن, قد لا يجد الآذان الصاغية والقلوب المفتوحة والعقول النيرة, نتيجة غياب الوعي بالواقع وعدم إدراك مدى الآثار السلبية المترتبة على ذلك بالنسبة للأجيال القادمة، لأننا في واقع الأمر معجبون بواقعنا!". وأضاف "بنظرة تحليلية بسيطة يمكن لنا رؤية جوانب المعادلة التي تبدأ من فكر مبني على مقاومة التغيير انطلاقًا من عقد مؤسسي غير معلن ظاهره يقوم على الحفاظ على المعتقد والموروث, وباطنه يقوم على صراع المصالح والحفاظ على المكتسبات الفئوية". وأكمل "لو استعرضنا أمثلة قائمة على رفع شعارات جاذبة من بعضهم, وتحمل مضامين مؤثرة في الجمهور تعتمد العمل على الفعل المحسوس أكثر من الملموس، ومن تيارات مختلفة المشارب، منها من يعتمر قبعة التنور الحضاري، وآخر يتوشح عباءة الدين، لوجدنا -للأسف- بعد تعرض مشروعاتهم للاختيار الحقيقي يُثبت مدى إفلاسها وعدم جدواها". وهاجم الشكرة من أسماهم بـ"فرسان التلقين" و"روبن هود التعليم" وقال "أشير هنا إلى أحد فرسان التلقين، والذي نصب نفسه (روبن هود) التعليم, حيث سبق لي أن تواصلت معه شخصيًا واعتبرته أستاذًا لي وقدوة في العمل التعليمي, فلطالما ردد في حواراته ونادى بتكافؤ الفرص ، وطالب بحيادية مؤسسات التعليم، ومبدأ إتاحة التنافسية الشريفة بين المواطنين، وحارب فكرة "الطبقية" على افتراضه بوجودها, وانطلق بوسمه المشهور ليمتطي جواد محاربة سوق الوهم الأكاديمي، وهذه في الواقع غاية نبيلة ساندته وعملت معه عليها، من واقع أهمية تقصي واقع الشهادات الأكاديمية". وأضاف "بينما في أول اختبار حقيقي تواصلت معه بخصوصه, تبين عدم إيمانه بالقضايا التي يطرحها أصلاً، حيث إن بوصلته موجهة بطريقة انتقائية في تحديد الاتجاهات، فمصالحه قد يؤثر عليها تعيين أكاديمي سعودي بإحدى الجامعات الناشئة على الأطراف، وبالمقابل يدافع عن متعاقد يتجول بين جامعاتنا الكبرى منذ ثلاثة عقود وبمؤهل ضعيف وربما وهمي، وبعد جدل ونقاش معه من بعض  الأكاديميين الوطنيين لمحاولة فهم وجهة نظره، سخر منهم واقترح عليهم إنشاء جامعة خاصة، أو الهجرة خارج الوطن". وزاد "بتأمل بسيط للقضية، نجد أنه حارب أبناء الوطن المؤهلين بشراسة، بخلاف المتعاقدين الأجانب, لأنه تعود على تلقين الدروس بقسوة وفق ما يتقاطع مع مصالحه, ولربما لشيء في نفس يعقوب، وما أذهلني أنه استكثر عليهم حتى مجرد التعاون الأكاديمي، فوجدت نفسي في مرمى نيرانه بلا سابق إنذار، وضرب على وتر "التخصص" في جامعة عريقة تعاونت معها، وبهجوم أشد ضراوة على جامعة قديرة سجلت معها عدة حلقات تعليمية، يرأسها ويديرها ويشرف عليها رموز وشخصيات فاضلة وقديرة ، على رأسها سماحة المفتي-حفظه الله-، وبعد ثبوت خطأ تقديره، في الهجوم على الجامعتين، رفض الاعتذار وطالبني على الخاص بإقفال الموضوع". وشدد الشكرة على أن  "جل قضايانا الشائكة، ناتجة من البقاء على المألوف، للجهل بنواتج التطوير المستمر كضرورة حيوية، والحل –بنظري- يكمن في تدعيم بوادر الحراك الفاعل، وتقبل النقد بصدور رحبة، وعدم المزايدة بشعارات نسمعها كظواهر صوتية، ليس لها أثر على الواقع". وختم الشكرة حديثه "أتمنى أن تستمر الوزارة على نهجها الحالي والقائم على تقويم مدى تحقيق أهداف السياسات التعليمية لمتطلبات العصر، والسير بخطى ثابتة ولو كانت متمهلة لدراسة مواضع الخلل في نظامنا التعليمي وإيجاد الحلول الدائمة والتي لا ترتبط بالأشخاص, لأنها نابعة من إدارة حقيقية لا تخضع لصراعات جماعات المصالح التي سيطرت على مؤسساتنا عقودًا من الزمن وتكشفت مخرجات ونتائج عملها فأصبحت واقعًا نعاني تبعاته ويحمل تهديدًا حقيقيًا لأجيال المستقبل".