إعداد نيفين  ابولافي | أثارت الدراما التركية «الأم» ضجة كبيرة في تركيا في الأشهر الثلاثة الأخيرة، لما تناقشه من قضية حساسة وجريئة، مُشكّلة صدمة قوية للأمهات والنساء، ومعيدة تعريف معنى الأم والعائلة. يناقش مسلسل «الأم» قضية العنف ضد الأطفال، وخاصة العنف المُمارس من قبل العائلة، سواء كان العنف نفسيا أو جسديا أو جنسيا. تحظى الدراما الاجتماعية «الأم» بنسبة مشاهدة عالية في تركيا، فضلا عن أنها تحظى بمتابعة جيدة من قبل الجمهور العربي. مسلسل «الأم» مستوحى من الدراما اليابانية الشهيرة التي تحمل الاسم نفسه والتي أحدثت ضجة كبيرة وقت عرضها. يروي مسلسل «الأم» أو «أمي» قصة الطفلة «ملك»، ذات الأعوام السبعة، التي تعيش مع والدتها «شولا» التي تعمل في مقهى ليلي، و«جنكيز» زوج والدتها الذي يساعدها في العمل المشبوه ويحصل على أموالها. تتعرض «ملك» لأذى نفسي وجسدي من قِبَل زوج والدتها، بينما والدتها التي ترى ذلك تقف صامتة ببعض العجز والكثير من اللامبالاة التي تحاول تصنعها أمام ما تتعرض له ابنتها من زوجها. تخرج «ملك» كل ليلة من المنزل عند صلاة العشاء وتنتظر أمام المسجد، لأنها قرأت خبرًا في جريدة ذات يوم بأن عائلة صالحة وجدت رضيعًا أمام باحة هذا المسجد وقت صلاة العشاء فتبنت الرضيع، فخرجت ملك كل ليلة مع أمل أن تجد عائلة لها. قررت المعلمة الشابة «زينب»- التي لم تكن تحب الأطفال آنذاك ولكنها أشفقت على ملك- أن تختطفها وأن تصبح والدتها. وبالفعل توافق الطفلة وتهربان معاً، ولكن «شولا» و «جنكيز» والشرطة والقوانين والأعراف والأوجه الظاهرة غير الكاملة من الحقيقة يلاحقونهما. جسدت النجمة جانسو ديري دور المُعلمّة زينب التي بينما كانت لاتزال تتحسس خطواتها الأولى في عملها الجديد وتبدأ حياتها وجدت نفسها متهمة بالخلل العقلي والاضطرابات النفسية واختطاف طفلة صغيرة، وباتت المدينة بأكملها تلاحقها وتحتقرها. اعتبرت عن جدارة النجمة- الكوميدية سابقًا- كونجا فصولاتري مفاجأة العمل بكل المقاييس، حيث تفرّدت وحدها بنصف براعة العمل في أدائها المثالي لشخصية «شولا» بصراعاتها النفسية وتخبطاتها وعجزها وغضبها والذي قُدِّم باحترافية عالية أعاد اكتشاف موهبتها من جديد. شولا امرأة صالحة، وبسيطة، توفي زوجها وتركها وحيدة مع طفلة بحجم الكف. الجميع حولها كفَّ يديه عن مساعدتها، وقد بدا بعد سنوات أنها لم تتمكن من نسيان هذا القدر. شولا امرأة كرهها الجميع فكرهت ذاتها قبل كل شيء، ثم تحولت الكراهية إلى هالة تحيط بها بشكل فج ومرئي. إنها امرأة يملأها العجز وقد بدا ذلك جليًا من خلال وقاحتها الزائدة وتخليها عن الخجل تمامًا، وردودها الصارمة على الجميع ونبرة صوتها العالية على الدوام.