زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى جنوب شرق آسيا تأتي في أحلك ظروف يمر بها العالم الإسلامي من تشتت وما جرته ويلات الحروب بالشرق الأوسط. فالمنطقة العربية تعيش عبثا سياسيا منذ سقوط بغداد وما تبعه من أحداث مايسمى بالربيع العربي والتصدي لتدخل إيران في المنطقة وتجييش الفتن وإثارة النعرات المذهبية بين المسلمين بسبب خطباء الشحن الطائفي، وهذا أوج موبقات سياسة إيران الذي أبقاها خارج القانون الدولي، والسعودية لها الدور الريادي وتلعب سياسة مرموقة بين العالم الإسلامي بصفتها حاضنة للحرمين الشريفين ومن الدول المؤثرة في الاقتصاد العالمي. وماليزيا من نمور آسيا في الاقتصاد وإندونسيا من أكثر الدول الإسلامية اهتماما بالصناعة، وحيث إن للسعودية أهمية الوزن الاقتصادي ومن دول العشرين في منطمة التجارة العالمية، جاء اهتمام العالم بتلك الزيارة. فالسعودية على امتداد سنين طوال بقيت هي من يدافع عن قضايا العالم الإسلامي، وتأخذ في الحسبان ماكانت تطالب به من منظور الأحوال الداخلية في العالم الإسلامي والاستقرار في العالم قاطبة، وكذلك السعي لجلب الاستثمارات الأجنبية للأسواق السعودية، نظرا لما تتمتع به من استقرار وإعادة تنشيط اقتصاد المملكة بعد هبوط أسعار النفط. وتحقيق رؤية 2030 التي تبنتها المملكة بعدم الاعتماد على النفط كسلعة أساسية للاقتصاد.