بالتأكيد أن الوزارة "س" تحتاج إلى تلك الخطوة لتحسن خدمتها، كما أن الشركة "ص" تحتاج أيضاً لتغيير حملتها الدعائية ناهيك عن تطوير منتجاتها بإضافة ذلك الخيار، أما اللاعب الشهير "ع" فيجب أن يحسّن من لياقته ويخفف من وزنه! سيلٌ منهر من الأفكار والتوجيهات لجميع مكونات المحيط بنا، مهما علت أو دنت، دون أن نفكر في أنفسنا، وأننا أولى بتحويل هذه الأفكار والتوجيهات إلى واقع نعيشه من خلالنا، لا من خلال أن نحلم بمشاهدته عن طريق الآخرين، بالطبع من السهل أن تكون على مدرج المتفرجين ولا تقدم سوى النصائح والإرشادات، وعلى اللاعبين في الميدان العمل بها حتى يحققوا النجاح الذي تأمل به، لكن من المؤسف أن يكون هذا النجاح لهم فقط وليس لك فيه ناقة ولا جمل، فهم من بذل وعمل وفشل وتقدم وتأخر، ثم في النهاية نجح وحقق ما يرغب هو لا ما ترغب أنت! البعض يهاب تجربة الفشل، والبعض الآخر لا يؤمن بقدراته وإمكاناته الكامنة، والغالبية تركن للدعة والراحة، ثم تعجبه حياة "مقاعد المفترجين"، فهي لا تحتاج سوى الجلوس والكلام بأي شيء، لأنك لن تقوم بأي شيء! فقط شاهدهم وهم يعملون، وهم يتقدمون، لتتحول مع مرور الوقت إلى كما لو كنت مشجع فريق كرة قدم، ليس له من كعكة الفوز سوى ارتفاع ضغط الدم وألم الصياح! بينما ينعم من حرث الملعب بالجوائز والتقدير. لكن هل تعرف من الأسوأ من كل هؤلاء؟ أن تكون متفرجاً ذا تأهيل وخبرة واسعة في مجال ما تتفرج عليه، ولا تقدم سوى التنظير والأفكار العامة، لتجد من هو أدنى منك تأهيلاً وخبرةً قد تجاوزك بمراحل، وحقق ما كنت تأمل وتطمح، فقط لأنه يعمل ولا يكتفي بمقاعد المتفرجين. من الطبيعي أن تعيش دور المتفرج في الكثير من مناحي الحياة لا كلها، لأنك لا بد أن تكون لاعباً مهاجماً في مبارة أو أكثر، تتدرب وتشحذ منشارك، تراوغ وتتقدم، حتى تحقق هدفك، هناك سوف تستمع للعجيب من مقاعد المتفرجين، بعضه مفيد، وكثيره هراءٌ الاهتمام به يضر ولا ينفع، فقط هنا حاول أن تتمعن في وجوه مقاعد المتفرجين سوف تجدها متشابهة، فقط يشاهدون، يشجعون، ينتقدون، يصفقون، ينصحون، ثم ينصرفون عنك لمدرج آخر، وهكذا دواليك. صدقني.. مقاعد المتفرجين لا تصنع مجداً ولا تخرّج بطلاً.