عبدالمحسن الشمري| ننتظر شهر رمضان المبارك في كل عام، فتطل علينا الوجوه نفسها في مسلسلات لا تختلف في مضمونها كثيرا عن السنوات السابقة، إلا فيما ندر، الشخصيات نفسها تتكرر وبعناوين مختلفة، لا نختلف إطلاقا على نجومية سعاد عبدالله أو حياة الفهد أو هدى حسين وبقية الأسماء الأخرى، لكن لنسأل أنفسنا وبتجرد تام: ما الجديد الذي قدمته كل منهن في الأعوام الماضية، هن مثال للتسلط وإن اختلفت الصورة أو الشخصية أو الحوار.◗ عصا سحرية سعاد عبدالله لا تزال تقدم شخصية المرأة المتسلطة القاسية، سواء أكانت أماً في المسلسل ترعى أبناءها وتحافظ عليهم، أو جدة تحاول الحفاظ على أسرتها أو أي شخصية اخرى تقدمها، وبات المشاهد يعرف ماذا سيحدث في الحلقات المقبلة، وكيف سيكون الحال مع الشخصيات الأخرى في المسلسل. حياة الفهد التي اتجهت إلى التراث في أعمالها الأخيرة ما تزال تكرر شخصية المرأة المظلومة التي تحاول النهوض بعد الانكسار، وتنجح بطريقة سحرية فتتغلب على كل المشكلات وتنتصر في النهاية، وليس مهماً تركيبة الشخصية التي تقدمها أو حواراتها أو وضعها الاجتماعي أماً أو شقيقة. هدى حسين، التي أكملت ثالوث النجومية النسائية، اختطت لنفسها أن تكون شخصيتها فتاة مسكينة مغلوبة على أمرها تتسم بالطيبة قانعة بأحوالها، لكن ظلم الآخرين لها سواء الأب أو الزوج، يفجر فيها طاقة خفية لتغيير الواقع ولابد أن تنجح فيه. وكل واحدة من هؤلاء النجمات تمتلك عصا سحرية تغير فيها الواقع كما تريد، من دون النظر إلى أي عوامل أخرى، وأنها تمتلك عصا سحرية.◗ شخصية نمطية لقد ملّ المشاهد من التكرار في الصورة التي تقدمها الدراما المحلية للمرأة، ولا شك أنه يبحث عن أعمال وأفكار وموضوعات مختلفة، خاصة أن العديد من نجمات الدراما يقدمن أدوارا رائعة في شهر رمضان الكريم ويحاولن التخلص من الشخصية النمطية التي قدمنها في السابق، ولنا في الأدوار التي تقدمها الفنانة يسرا مثال في ذلك. أول ما يمكن التفكير فيه هو البحث عن أسماء شابة في التأليف، بعيدا عن الأسماء التقليدية التي لم يعد لديها جديد لتقدمه، وأعتقد أن الاعتماد على ورشة كتابة تحت إشرف أحد المؤلفين المخضرمين والبارزين، ربما يكون خطوة للتخلص من الرتابة والتكرار الذي أرهق الدراما المحلية وشوهها. ومن المهم جدا ألا تتدخل نجمات الدراما في الحوارات، ويمارسن أسلوب الحذف والإلغاء وإضافة حوارات لدعم الشخصية الرئيسية على حساب الشخصيات الأخرى. لماذا لا تقتنع النجمات بأن وجود أدوار وشخصيات قوية ومؤثرة في المسلسل هو من مصلحة العمل ككل، وليس مفروضا أن تكون النجمة هي الآمر الناهي الذي يتدخل في كل كبيرة وصغيرة ويكون بيده الحل؟◗ حل أمثل نعتقد أن الحل الأمثل لإنقاذ الدراما المحلية، إلى جانب البحث عن مؤلفين شباب، وهو مطلب حيوي، يكمن في منح العناصر الشابة مساحة أكبر في العمل الدرامي وعدم تهميشها أو «تقليم أظفارها» دراميا من خلال الحذف وتقليص مساحة الشخصية، ولنا مثال في الأداء المتميز لعدد من الوجوه النسائية الشابة مثل هند البلوشي، غدير السبتي، فاطمة الصفي، هنادي الكندري اللاتي أثبتن وجودهن عبر العديد من الأدوار. هذه الشخصيات النسائية الشابة، إلى جانب عناصر رجالية شابة يمكن لها أن تكون ورقة رابحة للدراما المحلية، لكن أولا وقبل كل شيء يجب أن تؤمن النجمات بموهبة هذه العناصر الشابة وتعطيها فرصا حقيقية في الدراما.