عواصم (وكالات) أعلن قائد القوات المركزية الأميركية الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل الليلة قبل الماضية، أن قواته «ستبقى طويلاً» في سوريا بعد القضاء على «داعش» لضمان الأمن والاستقرار ومساعدة السوريين على الانتقال السلمي للسلطة، وذلك غداة تأكيد وزارة الدفاع «البنتاجون» نشر 400 جندي إضافي من المارينز استعداداً لعملية تحرير الرقة، والكشف عن استضافة واشنطن لاجتماع وزاري في 22 مارس الحالي بمشاركة 68 دولة، لبحث تعزيز الحرب على التنظيم الإرهابي. أكدت «قوات سوريا الديمقراطية» الحليفة لواشنطن، أن التنظيم الإرهابي ينقل قياداته خارج مدينة الرقة ويقوم بحفر أنفاق لتحصين المدينة والاعتماد على قتال الشوارع، مبينة أن هذه المليشيا لديها «القوة الكافية» لانتزاع الرقة من «داعش» بدعم التحالف الدولي، ما يعد تأكيداً لرفضها لأي دور تركي في الهجوم المحتمل. من جهتها، أفادت إدارة العمليات في هيئة أركان القوات المسلحة الروسية أمس، أن الجيش السوري النظامي تمكن من الوصول إلى ضفة نهر الفرات بريف حلب الشرقي، للمرة الأولى منذ 4 سنوات، مضيفة أن العمليات التي انطلقت منذ نحو أسبوع، أسفرت عن تحرير 92 بلدة من التنظيم المتشدد بمساحة تبلغ 479 كلم مربع. في الأثناء، طلبت وزارة الخارجية السورية مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بإلزام تركيا بسحب قواتها «الغازية» من الأراضي السورية ووقف الاعتداءات والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، محملة الرئيس رجب طيب أردوغان «دعم الإرهاب الذي قتل عشرات الآلاف من أبناء سوريا الأبرياء ودمر البنى التحتية». وفيما بدا أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدأت بتسريع الحرب ضد «داعش» في سوريا والعراق، أبلغ الجنرال فوتيل جلسة استماع للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أن الوضع في سوريا يتطلب بقاء «قوات أميركية تقليدية» لفترة طويلة، ولا يعني بالضرورة مغادرة هذه البلاد المضطربة بعد التخلص من التنظيم الإرهابي، لأن السوريين يحتاجون إلى المساعدة وضمان الانتقال السلمي للسلطة. من جهتها، قالت جيهان شيخ أحمد المتحدثة باسم «قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصاراً بـ«قسد»، أمس «لدينا معلومات تفيد بنقل (داعش) لقسم من قيادته خارج الرقة كما يقوم بحفر الأنفاق تحت الأرض. ونتوقع بأنهم سيحصنون المدينة وأن التنظيم الإرهابي سيعتمد على قتال الشوارع». وشددت المتحدثة على أن المليشيا التي تهيمن عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية، لديها قوات كافية لانتزاع الرقة مضيفة «عدد قواتنا الآن في تزايد وخاصة من أهالي المنطقة، ولدينا القوة الكافية لتحرير الرقة بمساندة قوات التحالف» بقيادة الولايات المتحدة. ويشير هذا التصريح إلى التأكيد على رفض أي دور تركي في الهجوم، علماً أن أنقرة هددت بقصف «قسد» إذا لم تخرج وحدات حماية الشعب وحزب «الاتحادي الديمقراطي» الكردي من منبج، إلى منطقة شرق الفرات. وأمس الأول، أكدت واشنطن أنها تبذل كل المساعي اللازمة لمنع أي احتكاك بين تركيا والقوات المدعومة أميركياً في سوريا. وقالت شيخ أحمد «أصبحت الرقة الآن مدينة معزولة... تقدمت قواتنا تقدماً ملحوظاً خلال فترة زمنية وجيزة وتمكنت من تحرير عشرات القرى والتلال الاستراتيجية ووصلت لنهر الفرات». وفي تصعيد موازٍ، أعلن الجيش التركي أمس، أنه قتل 71 مسلحاً كردياً في سوريا خلال الأسبوع الأخير، في إطار عملية «درع الفرات» التي تضم فصائل موالية لتركيا في الجيش الحر السوري المعارض. وبعيداً عن جبهات شمال وشمال شرق سوريا، هزت قذيفة صاروخية منزل محافظ حمص طلال البرازي في حي الملعب أمس، ما أدى إلى إصابة إثنين من مرافقيه، بينما تحدثت مصادر في المعارضة عن إصابة المحافظ. كما قصفت مجموعات مسلحة منطقة المزرعة بدمشق حيث تقع السفارة الروسية. وقال مراسل وكالة «نوفوستي» الروسية إن إحدى القذائف الصاروخية سقطت على بعد 100 أو 200 متر من مبنى البعثة الدبلوماسية، دون وقوع أضرار، أما القذائف الأخرى فسقطت في أحياء مجاورة. وبحسب المصادر الأمنية، فإن القذائف أطلقت من حي جوبر الذي يسيطر عليه مسلحو مجموعتي «أحرار الشام» و«جبهة النصرة» المتطرفتين شرق دمشق.