عبدالحكيم شار سبق متابعة: أكد أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتور خالد الفرم، أن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- على قرار مجلس الخدمة المدنية بأن تعيد وزارة الخدمة المدنية تقييم بعض المؤهلات العلمية والنظرية لتكون متساوية من حيث المرتبة مع ما يماثلها من الدرجات العلمية؛ سيفتح آمالاً كبيرة لأصحاب الدبلومات فوق الثانوية وتحت الجامعية. وأشار إلى حاجة وزارة الخدمة المدنية لتحديث أنظمتها؛ حيث كانت ولا تزال مترهلة بأنظمتها البيروقراطية التي تؤثر على الأداء الوظيفي لموظفي الدولة، واستدرك بالقول: ولكن هذا لا يكفي فقط للوظائف ما دون العاشرة، التي تختص بها وزارة الخدمة المدنية، نحن نبحث أيضاً للإصلاح الوظيفي في الوظائف ما فوق العاشرة. وأضاف الفرم: هناك مسؤولون يحملون شهادات مزورة ووهمية على وظائف متقدمة ورئيسة في الدولة، فيجب مراجعة هذا الشيء، وتم تسريب بعض الأسماء. الأمر الآخر في الوظائف العليا: نريد أن نري المملكة العربية السعودية في كافة الوزارات، فلا زالت هناك إقليمية ومناطقية في بعض الوظائف العامة الكبرى. ومن جهته، علق مدير قناة العرب الدولية جمال خاشقجي، مطالباً بالنظر في حال الموظفين لتحسين مدخولاتهم، وخاصة مع ارتفاع مستوى التضخم، وأكد على ضرورة معالجة السكن والإسكان باعتبارها أكبر مشكلة في التضخم، وذلك في حال عدم تمكننا من زيادة رواتب الموظفين. وحول موضوع الطعن بابتعاث الطالبات من قبل بعض المحتسبين، أوضح الدكتور الفرم أن تلك الزيارات لم تحدث أي أثر، داعياً للالتفات إلى الأولويات المهمة للوطن وأبنائه، مذكراً بضوابط ابتعاث المرأة السعودية، والتي تتمثل بوجود المحرم المرافق. واستدرك: لكن الانغماس في تفاصيل المجتمع وقضايا مثل قيادة المرأة، والمبتعثات، يضعف الخطاب الإسلامي في هذه المرحلة وهذا العصر. وبدوره علّق خاشقجي على موقف المحتسبين من ابتعاث الفتيات بأنه: موقف قديم، وهو مؤسس عندهم، مضيفاً: نحن نتسلّى بهذه القضية لكونها جزءاً من صراع التيارات، وهي قضية غير مهمة، وقال: هؤلاء المحتسبون ذهبوا إلى معالي وكيل الوزارة الذي هزّ رأسه وقال: جزاكم الله خيراً. عشرة عشرين مرة، وانتهى اللقاء، وانفضّوا سالمين، ولم يستطيعوا أن يفرضوا أجندة، ولم يستطيعوا أن يغيّروا قراراً ولا نظاماً، حتى في الدول الديمقراطية في أمريكا، لديهم تيّار وله متحدّثون ويطالب أن تسحب أمريكا عضويتها من الأمم المتحدة، ولا أحد يهتم بهم، فلتمض السفينة، ونتسلى بهذه الأمور، على ألا تعطّلنا. وعن تداعيات جريمة أبو ملعقة بحي السويدي بالرياض، دعا الكاتب السياسي عقل الباهلي في حلقة الأسبوع في ساعة، والتي بثت مساء أمس على قناة روتانا خليجية، وقدمها الإعلامي إدريس الدريس، إلى تأسيس جمعيات خيرية ومقرّات ومستشفيات لاحتضان أمثال هؤلاء. وقال: ربما لو استوعبت هذا القاتل أداة إدارية إيوائية صحية؛ ربما لم يقدم على تلك الجريمة، مؤكداً أن هناك خللاً في مسألة رعاية المرضى النفسيين والمتسولين، ولا يزال الجهاز الإداري المختص فيها ضعيفاً جداً؛ لكونهم يقومون بحملات مفاجئة حماسية، ثم تتوقف. وبدوره، استغرب مدير قناة العرب الدولية من اكتفاء الناس بتصوير تلك الجريمة دون التدخل بالمساعدة، مشيراً إلى أنه في بعض الدول توجد بها أنظمة تجرّم الشخص الذي لا يهرع إلى إنقاذ ومساعدة الآخرين، وقال: إن شرطة الرياض لم تصدر إلى الآن بياناً حول ما الذي حصل؟. متسائلاً: ما رواية الشرطة؟ هل كان هنالك أشخاص كان بإمكانهم إنقاذ هذا العامل الهندي ولم ينقذوه؟ فبالتالي يتم محاسبتهم؟. ودعا إلى تأسيس جمعية خيرية وتجمع مثلاً ١٠٠ أو ٢٠٠ مليون ريال، وتبني نوع من المصحّات لجمع ولرعاية المشردين بالشوارع، والذين يعدّون بالعشرات: سعوديون وغير سعوديين، وهم من المختلين ومتعاطي المخدرات والمرضي النفسيين. وقال: لا أحد يعلم ما هي الجريمة القادمة التي يمكن أن يرتكبوها؟ ممكن يقتل شخصاً آخر، وغداً يعتدي على طفلة أو طفل. وبدوره تساءل رئيس مركز ابن الأزرق لدراسات التراث السياسي، الدكتور يوسف الحزيم: هل نملك في المملكة مقياساً لما يسمى بالصحة النفسية، مشيراً إلى أننا كنا دائماً نهتم بالجسد وبالروح في نطاق العبادة الضيق وبالأخلاق، ونحن نتمتع بالاستقرار والأمن السياسي، واستدرك: لكن ما أحد طرح سؤالاً مهماً وجوهرياً جداً: ما هو مقياس السعادة لدى المواطنين في المملكة العربية السعودية الذين يتمتعون بالصحة النفسية؟. وأشار إلى أن مستشفيات الأمل تستوعب ١٠٪ فقط من إجمالي الحالات بالسعودية!، مضيفاً: نحن في مسيرتنا في التربية والتعليم والتعليم العالي في أسرنا وبيوتنا وعلاقاتنا الشخصية وكأصدقاء؛ غيّبنا مفهوم فنّ العيْش، إدارة الحياة، وإدارة الذات، والتنمية البشرية، على صعيد تحقيق النجاح، مشيراً إلى أن السعودية ستواجه أكبر مشكلة مستقبلاً: الانفجار السكاني؛ حيث يتوقع أن نبلغ ٤٠ مليوناً عام ٢٠٤٠م. وحول إشكال سياسة قطر مع دول مجلس التعاون الخليجي، قال خاشقجي: إذا كانت المشكلة حول مصر فليس هناك حل، ويبدو لي أن المشكلة حول السياسة التي ينبغي أن تتخذها قطر باتجاه مصر؛ القطريون مازالوا يعتقدون أن موقفهم صحيح ومستقل، وتساءل: لماذا لا نبحث عن نقطة وسطى بيننا؛ وهي أن تسعى دول الخليج لمساعدة مصر بالدعوة إلى مصالحة وطنية. من جهته، أكد رئيس مركز ابن الأزرق لدراسات التراث السياسي، الدكتور يوسف الحزيم، أننا لا نستطيع أولاً أن ننكر التاريخ والجغرافيا مع قطر، فنحن عمقهم التاريخي، ويبدو لي أن قطر تحظى بمظلة أمريكية، وهنا المشكلة الكبيرة. وقال: أخشى أن ينشأ هناك محور قطري تركي مع الاستقرار في تونس وليبيا، والذي يتصالح مع المحور اليميني الصفوي واليمين الصهيوني مع اليمين المسيحي، وما يسمى تحالف الأقليات تحت مظلة أمريكية، ثم يجب أن نبحث عن حلول وسط. وأكمل الدكتور الفرم: يجب أن تكون هناك مشتركات عليا بين قطر ودول مجلس التعاون الخليجي، بما يحفظ أمن المنطقة وتعزيز الحوار لتقوية المجلس والاتفاق على سياسة خارجية موحدة. وأضاف: إذا انقطع الجانب السياسي في الحوار يبقى الجانب الإعلامي والثقافي، بيد أنني ألاحظ أن الجانب قد أصبح جزءاً من الأزمة، فنحن بحاجة لمعالجة مختلفة، وإلى طرح وسطي جديد لتعزيز وحدة المجلس ومواقفه السياسية، وخاصة في هذه الفترة.