رجال في الذاكرة المفكر والأديب المبدع والأكاديمي الأستاذ الدكتور سيد محمد قطب بقلم الكاتب / د.غازي زين عوض الله المدني ولد المفكر والأديب والباحث والعالم أ.د.سيد محمد قطب وفي فمه ريشة فنان مبدع وهبه الله بخدمة العلم والإنسانية.. إنه من أحد فقهاء اللغة العربية نشتم في رائحته باقة من قطفات العلوم الإنسانية الذي سخر نفسه وفكره وعلمه لخدمتها وكانما أراد الله أن يخرجه في هذه الدنيا عالم ومفكر وناقد وأديب.. حمل رسالة العلم من داخل تخصصه الألسني وكان أمينا في أدائها خير أداء، والتاريخ في منظومته العلمية والأكاديمية يشهد له بأنه من عظماء الباحثين وأنه عالم يتمتع بفكر مستنير ونبوغ وإبداع في مجال البحث العلمي وخرجت منه نظرية علمية في علم الأدب الألسني تسمى بنظرية الوسطية المعتدلة في أدب اللغة العربية والنقد الأدبي لقد شاركني في تأسيس صالون غازي الثقافي العربي فهو الذي رسم ووضع الخطط الاستراتيجية البنيوية بولادة مبتكرة ومبدعة لصالون غازي الثقافي العربي ورسم بخطاه وبدراسته الفكرية ملامح وسمات فجر جديد لمؤسسة أدبية قائمة على نشر الفكر الراقي، لقد كان له وللمفكر الكبير أ.د.سمير صالون – يرحمه الله – في نجاح الصالون فلقد قدم كل شيء ليصبح أكبر مؤسسة ثقافية في مصر وفي جميع الدول العربية، لقد استطاع الصالون أن يشق طريقه في رسم الهوية العربية متفاعلا مع معطيات الثقافة الإنسانية خطابا أدبيا ثقافيا ومن أهم رسائله إثراء المكتبة الإنسانية بالدراسات الجادة وفي مضمونها يتلخص إيجاد صورة بيانية إبداعية تتمثل في رصد العطاء العربي في المكتبة العالمية كما في البحث عن خصائص الشخصية العربية في الإبداع وتركزت في محاورها تجديد الفكر العربي بتقديم الرؤى العالمية المختلفة للقاريء ومن أهمها تقدير المبدعين والمفكرين تقديرا علميا بدراسة أعمالهم وتسليط الضوء على إنتاجهم، وفي مجال الإبداع المتنوع يسعى الصالون بكل جد وعمل في اكتشاف المواهب من أبناء الجيل الحديث وكان له ما أراد في ظل الدراسات العلمية التي انصبت على إنتاج الواعدين المبدعين من جيل الشباب، وانطلق هذا المشروع الضخم المتعاظم من بنات فكر العالم والباحث أ.د.سيد محمد قطب الذي أسهم لحد كبير بعلمه وفكره وإبداعه في نجاح هذا المشروع الثقافي بسيناريو وقدرة على إثبات الوجود والذات بمفهوم نظرية الفكر العربي نحو وجود نبته تصنع لغة الإبداع في مجال كل جنس من أجناس الأدب ومن تلك النبتات خرجت المواهب الشابة بعجينة مطبوخة ناضجة لتبدع فكرا في إنتاج مواهبها الفنية، تلك صورة تجلت في كل بحث منتج في تطوير المنتج الشبابي، إنه ذلك العالم الذي سخر علمه وفكره وإبداعه لخدمة جيل الشباب ولكي يخرج في مدرسته الفكرية طلاب علم وفكر وإبداع في تاريخ عالمنا المعاصر الحديث، وبنظرة عابرة على سيرته الذاتية لضيفنا العالم والمفكر سيد محمد قطب نلاحظ بدقة وبدراسة متعمقة أنه أستاذ الأدب والنقد بجامعة عين شمس، حصل على جائزة الدولة التشجيعية في الأدب وجائزة البحوث الممتازة من نفس الجامعة وتم تكريمه من جمعية الوسطية في دورتين (2001م – 2009م)، ونال درع عيد العلم في اليوبيل الذهبي لجامعة عين شمس 2001م، وهو عضو اتحاد كتاب مصر وشارك في كثير من المؤتمرات العلمية وكتب في معظم الدوريات الأدبية العربية وحلقة دكتور عبد الله خورشيد للسرديات، وهو مؤلف ومؤلف مشارك لأكثر من ثلاثين كتابا في النقد الأدبي ومن أهمها قراءات نقدية و في أدب المرأة الصادران عن مؤسسة لونج مان، وكتابه عبد الحميد إبراهيم واسطة المنظومة النقدية الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، كما له الجيولوجيا الثقافية والعلامة الروائية دراسة في رموز نجيب محفوظ الصادر عن مكتبة الأداب، كما صدر له أيضا أعلام القصة العربية – مئة صوت في مكتبة السرد عن مكتبة الآداب أيضا، ومن كتبه كذلك الإشارات الثقافية والمرجعية الروائية – أوراق وأصوات في القص والسرد الذي نشرته دار الهاني للطباعة والنشر بالقاهرة، وله أيضا ما وراء التمثيل الرمزي – دراسات في سيموطيقا القصيدة عن دار الهاني للطباعة والنشر. شارك في فعاليات كل مراحل نشأة الصالون الثقافي منذ تأسيسه وحتى الآن بتقديم مجموعة من الأبحاث والدراسات لكل منتج فكري وأدبي لضيوف الصالون المكرمين، وفي سيرته موسوعات من إنتاجه الفكري وما قدمناه غيض من فيض من بحور إبداعه وإنتاجه. وفي ختام سياحتنا في كل أعماله خرجنا بمفكر يعتبر عمله نادرة بين عظماء المفكرين والمبدعين – أطال الله عمره ليبقى في ذاكرة التاريخ بصمة محفورة في سجل العلماء والمفكرين والمبدعين العرب، نسأل الله له التوفيق في كل ما يصبو إليه من مبتغاه والله ولي التوفيق.