يتحدث أحد المربين الأفاضل، الذين عركهم التعليم، عن ذكرياته في ذلك الزمن، فذكر طرفة يجب ألا تفوت على الفطن.. يقول أستاذنا: كان هناك مدرس ابتدائي معتق تعود على أن يدرس الأولى ابتدائي فقط، وفي أحد الأيام أخبره مدير المدرسة بأن هناك نية لترقيته، وإضافة فصول دراسية أخرى ليقوم بتدريسها، ولكن يجب أن يعرض على لجنة لتقييم أدائه. المفاجأة أن المدرس المحنك اعترض وترجى أن يبقى على فصل الأولى ابتدائي، لأنه لا يعرف غير مواده بعد أن اعتاد عليها، ضحك المدير بحكم علاقته القديمة وتغاضى عن الموضوع برمته، وبعد مدة شكلت لجنة لتقييم المدرسين وكان مدرسنا الفطحل ضمنها! * * * لكثرة الحديث عن فضائح العلاج السياحي، ومئات الملايين من الدنانير المفقودة بين دهاليز الفساد والمفسدين، فقد تم تشكيل لجنة برلمانية لدراسة هذا الملف المتورم. حتى الآن فالخبر يسر ويبشر بخير، إلا أن المفاجأة التي تدعو إلى الأسى، أن هناك رائحة تفوح من تلك اللجنة، فيقال، إن فيها نوابا هم أصلا من المستفيدين من العلاج السياحي، وأن منهم من أعلن في الجرائد الكويتية خلال الحملات الانتخابية أنه بعث بالآلاف من السياح المتمارضين على حساب وزارة الصحة المقتطعة أموالها من ميزانية الكويت وأجيالها القادمة، وأنه على استعداد لإرسال المزيد منهم، حتى إنه خصص لسيّاحه مكتبا خاصا بهم. لو صح ما يُقال، فيا نواب، أهذه مزحة أم ماذا؟ أهكذا تتعاملون مع ملفات الفساد؟ ألهذا انتخبكم الشعب الكويتي؟ وهل وصل بعضكم إلى هذه الدرجة من الاستهانة بعقول الشعب؟ هل يعقل أن من يريد الإصلاح والتحقيق في الفساد أن يعين في لجنتها مشاركين في تفاقم وتورم هذا الملف الكارثي؟ طلال عبدالكريم العربtalalalarab@yahoo.com