×
محافظة الرياض

لدينا شواهد تؤكد وجود بحيرات وغابات في داخل الجزيرة العربية منذ 25 ألف سنة

صورة الخبر

في احتفالية سنوية بديعة، قد لا تجدها في أي مكانٍ في العالم سوى في تلك الجزيرة الحالمة القابعة جنوبي البحر الأحمر، « فرسان» إحدى جزر منطقة جازان، يدشن الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان في الثامن عشر من الشهر الجاري فعاليات مهرجان الحريد السنوي الحادي عشر لهذا العام في جريرة فرسان. والحريد هو اسم المهرجان وهو اسم نوع من الأسماك المرجانية التي تشبه في شكلها الخارجي طيور الببغاء. وتعود التسمية العلمية للحريد (سمك الببغاء)، إلى شكل الفم الخارجي وتنوع الألوان الجميلة التي يظهر بها هذا النوع من الأسماك. وتعتبر مناطق الحريد البحري هي الأماكن التي يعيش فيها الحريد، ويتكاثر ويحصل على غذائه. ويعتبر موسم الحريد (سمك الببغاء) من الظواهر الفريدة من نوعها التي تتكرر سنويا في جزيرة فرسان في منطقة تسمى بنفس الاسم المتداول للسمك؛ ألا وهي منطقة «الحريد» وبالتحديد في «ساحل حصيص»، حيث إن الحريد يتجمع بشكل كبير وعلى شكل مجموعات ضخمة بعضها قد يزيد فيها عدد الأسماك على 1000 سمكة في المجموعة الواحدة، ويكون كرات ضخمة ويجتمع بالقرب من الساحل فيما يشبه الانتحار الجماعي. يحدث ذلك عادة في يوم واحد من السنة وعادة في نهايات شهر مارس، وأول شهر أبريل من كل عام يكتشف صيادو الجزيرة اقتراب موعد مجيء الحريد برائحة مميزة تنبعث من الساحل، وتبدأ الرائحة بعد مغرب شمس اليوم الخامس عشر من الشهر القمري الذي يوافق نهاية مارس وبداية أبريل من كل عام. ويقول باحثون عن هذه الرائحة إنها لبيض الشعاب المرجانية الملساء، حيث تطلق الشعاب المرجانية بيضها دفعة واحدة في ليلة من السنة. كان موعد الحريد قديما قبل صلاة الفجر، حيث يتجه الفرسانيون بجمالهم ودوابهم في يوم واحد من السنة إلى المنطقة السنوية لتجمع الحريد وبالتحديد (ساحل حصيص)، حيث يصعد الرجال إلى المناطق المرتفعة والتلال المحيطة بالساحل لمراقبة المياه يرصدون وجود أي حركة على السطح تدل على وجود مجموعة من مجموعات الحريد، يسمي الفرسانيون مجموعة الحريد الواحدة (سواد) وجمعها (أسودة). وبمجرد أن يلاحظ الفرسانيون السواد تتجه مجموعة من كبار الصيادين الذين تم اختيارهم مسبقا إلى البحر للقيام بعملية تجميع الحريد، فيما يظل الجميع على الساحل في وضع الاستعداد حتى يصيح كبير الصيادين بأعلى صوته للانطلاقة. فما يلبث الناس الموجودون على الجبال وعلى الساحل حتى يركضوا كل يحمل كيسه المطوق ليجمع ما يستطع من الحريد وسط جو مليء بالفرح والسرور.