هناك من عندما يريد ان يتبنى يتيما يبحث عن الطفل الأكثر جمالا وصحة، وهناك من عندما يريد ان يتبنى يتيما يبحث عن الأحوج للمساعدة كمن يعاني من مشاكل صحية، وهناك من عندما يريد ان يشتري يذهب لأكبر المحلات، وهناك من عندما يريد ان يشتري يذهب لأصغر محل أو حتى «بسطة» بائع او بائعة على قارعة الطريق لأنه يعلم أن هؤلاء البسطاء يعيشون بدخل يومهم، وهناك من يختار الرأي الفقهي القائل بإخراج زكاة الفطر نقدا بدل الطعام لأنه اعتباره هو لما يسر الفقير أكثر، وهناك من عندما يريد التبرع مهما حاول المسؤولون اقناعه بأن البلد التي يريد بناء مسجد فيها تعاني من المجاعة لا يبالي ويصر على المسجد لأن ما يهمه هو ان المسجد سيجلب له أجرا أكبر باعتبار أنه ابقى من التبرع بالإغاثة للجياع، وهناك من يتطوع لزيارة السجون ليقدم لأهلها علمه الديني وهناك من يسعى للفضائيات ليقدم فيها وعظه الديني، فالناس نوعان؛ نوع حساس يحس بغيره، ونوع لا يحس بما يتجاوز نفسه ودوافعها الانانية، والنوع الحساس بالآخرين هو الذي يجد نفسه تلقائيا منجذبا للاهتمام بمن لا يبالي أحد بهم، ودائما حيث يوجد أحد لا يبالي به أحد سيوجد من سيستغله ويظلمه، والعكس صحيح فمجرد الاهتمام بمن لا يبالي بهم أحد سيحميهم، فدائما وأبدا المظلوم الذي لا يأبه أحد بأمره هو الذي لا يخاف أحد من ظلمه، ومن هذا المنطلق تولد مبدأ الجمعيات الحقوقية التي تهتم بمن لا يبالي بهم الناس وايضا منح الامم المتحدة المشاهير صفة سفراء للنوايا الحسنة لتسليط الاضواء على قضايا من لا يبالي بهم أحد. لذا يجب ان لا يكون هناك أحد لا يبالي به أحد.