يُعرف حي المطرية، بأنه أحد أحياء محافظة القاهرة التاريخية، ويقع ضمن أحياء المنطقة الشرقية، وفي الماضي قبل أن يُسمى بـ «المطرية»، كانت تلك هى مدينة «أون» القديمة، أحد أوفر مراكز الثقافة والحكمة المصرية. شملت مدينة «أون» القديمة، منطقة المطرية وعين شمس، حيث ذُكر في المتون المصرية القديمة أن أسماء «أونو أفق السماء – أنو سماء مصر» واعتبرتها مقر الآلهة المختار وهى موطن ميلاد كل معبود ، هذا وقد سميت في القبطية «أونو»، وفى اليونانية «هليوبوليس» بمعنى مدينة الشمس، وفقًا للنبذة التاريخية التى كُتبت عبر «بوابة الحكومة المصرية». وللمدينة ماضيها السياسي حيث أنها تعد واحدة من أقدم عواصم مصر المتحدة في فجر التاريخ، وذلك نتيجة لجهود زعمائها حيث قامت بها أول وحده للوجهين سبقت الوحدة التي تمت على يد الملك مينا. ورغم أن مدينة «أون»، وفقًا للمصدر المذكور سابقًا، لم تلعب دورًا سياسيًا بارزًا في العصور التاريخية إلا أنها ظلت محتفظة بمكانتها الثقافية والحضارية والدينية، وحرص الملوك على ترك آثارهم وتشيد معابد لآلهة الشمس رع بها على مر العصور وقد أسفرت الحفائر الحديثة عن الكثير من الآثار التي تدل على ذلك. ومن أشهر الآثار التى توجد داخل حي المطرية، مسلة «سونسرت الأول»، وهي عبارة مسلة مكونة من حجر الجرانيت الوردي ويبلغ طولها حوالي 20م ووزنها حوالي 20طن وترجع إلى عصر الأسرة الثانية عشر ويوجد على جوانبها الأربعة كتابات بالهيروغليفية تحمـل اسم الملك سنوسرت الأول وقد شيدت هذه المسلات تمهيدا ً لعبادة الإله رع الشمس وقد أخذت المسلات شكل قمتها من طائر البن وكانت تطلى قمتها برقائق الذهب وذلك لتعكس أشعة الشمس المستمدة من الإله رع على الأرض كناية عن الخير الذي يعم البشرية في ذلك الوقت. هناك أيضًا عمود «مرنبتاح»، هو عمود من الجرانيت والحجر الرملي تم اكتشافه في الثمانينيات من القرن العشرين ويرجع التاريخ إلى الملك مرنبتاح كما توجد الخراطيش عليه، وكذلك ألقاب الملك ويعتقد بعض العلماء أن مناظر هذا العمود تمثل خروج بني إسرائيل من مصر وهو عمود تذكاري أقامه الملك مرنبتاح في رحاب معابد مدينة أون لتخليد ذكراه في هذه المدينة المقدسة ويوجد شرق عرب الحصن ويعتقد العلماء من خلال النص التاريخي أنه يصف انتصار القبائل الليبية في السنة الخامسة من تولى هذا الملك. أقيم العمود منفردًا أمـام مدخل خاص بمعبد «رع أتوم» ومن خلال أعمال الحفائر اكتشف قطع من رصيف المدخل الرئيسي للعمود والمصنوع من الحجر الجيري والمصنوع من قطع مختلفة من الأحجار المتنوعة والذي لا يزال محفوظا حتى الآن. أما شجرة مريم، تلك الشجرة التي ارتبطت بالرحلة المقدسة للعائلة المقدسة التي مرت من بيت لحم بفلسطين مرورا على بعض المدن المصرية انتهاء بدير المحرق بأسيوط ثم العودة مرة أخرى إلى فلسطين. وهى شجرة جميز قديمة غير مورقة وعلى جزعها بعض الخربشات من فترة تواجد الحملة الفرنسية بمصر، ويقال إن السيدة العذراء قد استظلت هي وطفلها المسيح بها، وتم تنفيذ حفائر علمية بجوار الشجرة وتم الكشف عن بئر يرجع إلى العصر الروماني وكان يستعمل في ذلك الوقت، ومازال البئر لائقًا للزيارة حيث أن الشجرة تعتبر رمز من رموز الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر. كمّا تقع منطقة عرب الحصن الحالية بجوار منطقة المسلة وهى عبارة عن بقايا مدينة أون هليوبوليس القديمة وتوجد بالمنطقة بعض الرموز الأثرية الهامه مثل منطقة المعابد ومنطقة أبوالهول ومنطقة عمود مرنبتاح وكلها تقع خلف جبانات المسلمين بمنطقة المسلة الجديدة. اكتشفت البعثة المصرية الألمانية المشتركة العاملة بمنطقة المطرية تمثالين يُرجح أن يكوا لرمسيس الثاني وآخر لسيتي الثانى، وهذا ما ستعلنه وزارة الآثار، عبر مؤتمر صحفي لاحقًا.